في رد على ما تم نشره في بيان البيت الأبيض للرئيس الأمريكي ترامب ووزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي بخصوص:دعلاقة تناول الأمهات لعقار التايلنول (الأسيتامينوفين) أثناء فترة الحمل و أنه يسبب ظهور أعراض التوحد،دوأنه ينبغي تجزئة اللقاحات على زيارات متعددة وتجزئة لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) إلى حقن منفصلة، يؤكد ممثلوا مؤسسة علوم التوحد بأنهم يشعرون بالقلق إزاء مثل هذه الادعاءات.
حيث قالت د. أليشيا هالاداي، كبيرة المسؤولين العلميين في المؤسسة علوم التوحّد و هي أم لطفلتين من ذوي التوحد بأن: “أي ترابط بين الأسيتامينوفين والتوحّد يستند إلى أدلة محدودة ومعارض وغير متّسق، والإقرار به الآن هو أمر سابق لأوانه”.كما أضافت بأن «هذا الادعاء يعرّض الصحة العامة للخطر ويضلّل العائلات التي تستحق معلومات واضحة وواقعية. لسنوات عديدة، شارك روبرت كينيدي والرئيس ترامب اعتقادهم بأن اللقاحات تسبّب التوحّد، لكن العلم لا يدعم ذلك؛ إذ تُظهر الأبحاث عدم وجود علاقة بين اللقاحات والتوحّد”:.
و قالت أيضاً ” ما قيل اليوم كان خطيرًا. قلّل الرئيس ترامب والوزير كينيدي من تعقيد التوحّد، وأوحيا بأن معدلاته ستنخفض إذا توقفت الحوامل عن تناول تايلينول وإذا قام الآباء بتباعد جداول لقاحات الطفولة. وادّعى أنه لا توجد آثار جانبية لهذه التصرفات، وهذا يتعارض مع ممارسات الصحة العامة الراسخة منذ زمن”
كما أضافت أليسون سينغر، رئيسة مؤسسة علوم التوحّد، و هي أم لشابة من ذوي التوحد تبلغ ٢٧ عام. بقولها: “لسنا متأكدين لماذا صدر هذا الإعلان اليوم وكيف تم التوصّل إلى هذه الاستنتاجات. لم تُعرض أو تُشارك أي بيانات أو دراسات علمية جديدة. لم تُنشر أي دراسات جديدة في الأدبيات. ولم تُقدَّم أي عروض علمية أو طبية جديدة حول هذا الموضوع في المؤتمرات. بدلًا من ذلك، تحدّث الرئيس ترامب عمّا يظنّه ويشعر به دون أدلة علمية. قال “تحمّلوا الألم”، أي لا تتناولوا تايلينول ولا تعطوه لأطفالكم. أعادني ذلك مباشرة إلى الأيام التي كانت تُلام فيها الأمهات على التوحّد. إذا لم تستطيعي تحمّل الألم أو التعامل مع الحمى، فهذه إذن غلطتك إن كان طفلك مصابًا بالتوحّد. كان ذلك صادمًا. صادمًا ببساطة”.
و تؤكد مؤسسة علوم التوحد أن مثل مثل هذه الإعلانات تصرف الانتباه عن العمل العلمي العاجل اللازم لفهم الأسباب الحقيقية للتوحّد وتطوير سبل دعم وتدخلات أفضل للأشخاص التوحّديين وعائلاتهم. لا يوجد سبب واحد للتوحّد؛ فهو نتيجة مزيج معقّد من العوامل الجينية والبيئية. نعلم أن العوامل الجينية تؤدي الدور الأكبر؛ إذ ارتبطت مئات الجينات بالتوحّد، ويمكن للتغيرات الموروثة أو العفوية في هذه الجينات أن تؤثر في نمو الدماغ. كما أن العوامل البيئية مهمة، خاصة أثناء الحمل، مثل تقدّم عمر الوالدين عند الحمل، والولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود، وبعض التعرضات التي تؤثر في نمو الدماغ، والإصابة بالحمى أو المرض خلال الحمل. وتُظهر أفضل العلوم المتاحة حاليًا أن التوحّد ينشأ من تفاعل معقّد بين القابلية الجينية والتأثيرات البيئية خلال نمو الدماغ.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات التشخيص في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Autism Science Foundation. (2025, September 22). ASF statement on White House announcement on autism. https://autismsciencefoundation.org/press_releases/asf-statement-wh-briefing/
ترجمة: د.فيصل النمري -الرئيس التنفيذي لمركز التميز للتوحد