آخر الأبحاث حول علاقة جائحة كوفيد-19 و اضطراب طيف التوحد  

آخر الأبحاث حول علاقة جائحة كوفيد-19 و اضطراب طيف التوحد  

تُعتبر جائحة كوفيد-19 من الأحداث غير المسبوقة التي أثَّرت بشكل عميق على حياة الناس في جميع أنحاء العالم. ومع انتشار الفيروس، بدأت تظهر تساؤلات حول تأثيراته الصحية المختلفة، خاصةً على الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل. يُعتبر التوحد أحد الاضطرابات النمائية التي أثارت قلق الباحثين خلال هذه الفترة، حيث أبدى بعض الخبراء مخاوف من أن التعرض لكوفيد-19 خلال الحمل قد يزيد من احتمالية تشخيص الأطفال بالتوحد. وفي هذه المقالة، سوف نستعرض النقاط الأساسية التي تتناولها الأبحاث الحالية حول تأثيرات عدوى كوفيد-19 خلال الحمل على تشخيص التوحد: 

الأدلة الحالية حول العلاقة بين كوفيد-19 وزيادة خطر الإصابة بالتوحد: 

على الرغم من وجود تكهنات حول زيادة خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد، إلا أن الاستنتاجات النهائية لا تزال قيد الانتظار. أظهرت الدراسات أن عدوى مختلفة، بما في ذلك كوفيد-19، يمكن أن تؤثر على الجهاز المناعي خلال فترة الحمل، وهو ما تم ربطه بخطر التشخيص بالتوحد. ومع ذلك، فإن العلاقة الدقيقة ومدى الخطر لم يتم فهمها بالكامل بعد. 

تحديات التقييم والتشخيص للتوحد خلال فترة كوفيد-19: 

خلال جائحة كوفيد-19، حدث انخفاض كبير في عمل التقييمات والتشخيصات للتوحد بسبب عمليات الإغلاق والقيود، مما قد يكون أدى إلى انخفاض عدد الحالات المشخصة بالتوحد. هذا يعقِّد فهم انتشار التوحد خلال وبعد الجائحة. 

نتائج استخدام أداة التقييم M-CHAT: 

من المثير للاهتمام والدهشة أن الدراسة أشارت إلى أن الإصابة بكوفيد-19 خلال الحمل كانت مرتبطة بانخفاض نسبة عدد الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالتوحد في أداة التقييم (M-CHAT). تتناقض هذه النتيجة مع التوقعات بأن تنشيط الجهاز المناعي للأم سيزيد من خطر التوحد، مما يشير إلى أن العلاقة بين كوفيد-19 وتشخيص التوحد قد تكون أكثر تعقيدًا. 

أهمية المراقبة على المدى الطويل: 

قد يستغرق الأمر سنوات عديدة لفهم التأثيرات طويلة المدى لكوفيد-19 على تشخيص التوحد. فالتوحد وغيره من الاضطرابات النمائية عادةً لا تظهر إلا بعد سنوات من الولادة، مما يجعل التشخيص المبكر والتدخل أمرًا صعبًا. بينما توجد مخاوف بشأن التأثيرات المحتملة طويلة المدى لعدوى كوفيد-19 خلال الحمل على تشخيص التوحد، لا تزال الأدلة تتطور، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوضيح هذه العلاقات بشكل دقيق. 

في الختام، يتضح أن العلاقة بين عدوى كوفيد-19 خلال الحمل وزيادة خطر الإصابة بالتوحد لا تزال قيد البحث والدراسة. على الرغم من المخاوف والتكهنات، فإن الأدلة الحالية تشير إلى وجود تعقيدات عديدة تتطلب مزيدًا من التحقيقات. إن فهم هذه العلاقة يتطلب دراسة طويلة الأمد وتأملات عميقة في العوامل المتعددة التي قد تؤثر على تشخيص التوحد. 

المراجع:    

Post-Pandemic Problems – ASF Weekly Science Podcasts (asfpodcast.org) 

أعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات