يُعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات العصبية المعقدة التي تؤثر على الأفراد بطرق متنوعة، مما يعكس الطبيعة الطيفية لهذا الاضطراب. يتراوح الأفراد المشخصين به بين درجات متفاوتة من الشدة، من المستوى الأول إلى المستوى الثالث، مما يتطلب فهمًا دقيقًا للاحتياجات النفسية التي ترافق هذه الحالات. لقد كتب الدكتور آرثر ويستوفر Arthur Westover (طبيب نفسي للبالغين ويركز على الأفراد من ذوي التوحد والاضطرابات النمائية, مدير خدمات التوحد للبالغين في قسم الطب النفسي والمدير الطبي لعيادة الصحة السلوكية في جامعة تكساس الجنوبية الغربية. وهو أيضًا عضو في لجنة القيادة السريرية للطب النفسي في جامعة تكساس الجنوبية الغربية ولجنة قيادة العيادات الخارجية للطب النفسي) مؤخرًا ورقة علمية بعنوان “يجب أن يتضمن مستقبل الطب النفسي العام اضطراب طيف التوحد والإعاقة الفكرية” يناقش الاحتياجات النفسية المختلفة للأفراد من ذوي التوحد، مسلطًا الضوء على التحديات النفسية والسلوكية التي قد تواجههم.
في هذا السياق، نستعرض أبرز النقاط التي أشار إليها الدكتور ويستوفر Westover حول الاحتياجات النفسية للأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد:
- الاضطرابات النفسية المصاحبة:
يعاني الأفراد من ذوي بالتوحد غالبًا من مجموعة من الاضطرابات النفسية المصاحبة، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري وغيرها. وتظهر هذه الحالات بشكل أكثر شيوعًا في الأفراد المشخصين بالتوحد مقارنةً بغيرهم.
- التحديات والمشاكل السلوكية:
تُعتبر المشكلات السلوكية الشديدة أمرًا شائعًا، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من توحد بدرجة شديدة. وتشمل هذه التحديات سلوكيات إيذاء النفس وأشكالًا أخرى من الإنفعال والانزعاج والضيق.
- الحاجة إلى أساليب علاج مخصصة:
يُؤكد الدكتور ويستوفر على أهمية فهم السياق الفريد لكل فرد على الطيف. يجب أن تكون أساليب العلاج مخصصة لتلبية الاحتياجات الخاصة للفرد، مع مراعاة مستوى التواصل وقدرته على التعبير عن حاجته وتجاربه.
- التعاون مع المهنيين و الأخصائيين الآخرين:
يعتمد العلاج الفعّال غالبًا على التعاون مع أطباء النفس و أخصائيي تحليل السلوك التطبيقي و الوالدين أو مقدمي الرعاية. يُعتبر هذا النهج المتعدد التخصصات ضروريًا لمعالجة الاحتياجات المعقدة للأفراد من ذوي التوحد.
- التدريب وزيادة الوعي:
هناك فجوة كبيرة في تدريب الأطباء النفسيين حول التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة. يدعو الدكتور ويستوفر Westover إلى زيادة التدريب والوعي بين الأطباء في مجال الصحة النفسية لتحسين الخدمة المقدمة لهذه الفئة.
في الختام، يتضح أن الاحتياجات النفسية للأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد هي مسألة معقدة تتطلب نهجًا شاملاً يراعي التفاوتات الفردية في الأعراض والاحتياجات. من خلال التشخيص الدقيق، والعلاج المخصص، والتعاون المتعدد التخصصات، يمكن تحسين الرعاية المقدمة لهذه الفئة. كما أن تعزيز الوعي والتدريب بين المتخصصين في الصحة النفسية يعد خطوة أساسية لتقديم خدمات أفضل، مما يعزز من قدرة الأفراد ذوي التوحد على العيش بحياة أفضل وأكثر تكامل.
للتسجيل في خدمة الاستشارات النفسية (استشرنا) في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد