عدّ التواصل التعويضي والبديل (AAC) أداةً تحوّلية تُلبي احتياجات الأفراد غير القادرين على الاعتماد على اللغة المنطوقة، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص للأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD). يشمل هذا النوع من التواصل مجموعة من الأساليب، بدءًا من الأساليب غير المعتمدة على الأدوات مثل الإيماءات، وصولًا إلى الأجهزة المتطورة المولدة للكلام. يواجه العديد من الأفراد من ذوي التوحد تحديات في التواصل، حيث إن نسبة كبيرة منهم غير ناطقين، لذا فإن التواصل التعويضي يوفر دعمًا أساسيًا لهم. يستكشف هذا المقال تأثير التواصل التعويضي المعزز\البديل، وفعاليته، واستراتيجيات تطبيقه، وتقديم رؤى عملية لمقدمي الرعاية و المختصين و المعلمين.
ما هو التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) وكيف يدعم الأفراد من ذوي التوحد؟
يشمل التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) مجموعة متنوعة من الأساليب المصممة لمساعدة الأفراد الذين يواجهون صعوبة في استخدام اللغة المنطوقة. وتتضمن هذه الأساليب الأشكال غير المعتمدة على الأدوات، مثل الإيماءات وتعبيرات الوجه، بالإضافة إلى الأشكال المعتمدة على الأدوات ، مثل الأجهزة الإلكترونية، ولوحات التواصل، والأنظمة القائمة على الصور، مثل نظام التواصل باستخدام الصور (PECS) واكتساب اللغة من خلال التخطيط الحركي (LAMP).
يُعد أداة لا غنى عنها للأفراد ذوي التوحد، حيث يوفر لهم وسائل موثوقة للتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم. كما تعزز الأجهزة المزودة بتغذية راجعة سمعية وبصرية عملية التواصل من خلال دعم تطوير اللغة وتحسين المهارات اللفظية. وتشير الأبحاث إلى أن AAC لا يعيق القدرة على التحدث، بل يساعد غالبًا في تعزيز مهارات التواصل و المهارات الاجتماعية، مما يمكّن الأفراد من بناء تفاعلات وعلاقات ناجحة مع الأسرة، والأصدقاء، المختصين ، والمعلمين.
ما هي الفوائد التي يقدمها استخدام أنظمة التواصل التعويضي المعزز/البديل (AAC) للأفراد من ذوي التوحد؟
- تحسين التواصل: تمكّن الأفراد من التعبير عن رغباتهم وأفكارهم ومشاعرهم بفعالية أكبر.
- تعزيز التفاعل الاجتماعي: يساعد في تسهيل التفاعلات الاجتماعية، مما يقلل من الإحباط والقلق من خلال توفير وسائل تواصل واضحة.
- تطوير اللغة: يساهم الاستخدام المنتظم في زيادة المفردات وتكوين الجمل، مما يساعد على تحسين المهارات اللغوية بشكل عام.
ماهي أنواع وأساليب التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC):
يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات:
| النوع | الوصف | أمثلة |
| بدون تقنية (No-Tech) | يعتمد على أشكال التواصل الجسدية دون استخدام التكنولوجيا | الإيماءات، لغة الإشارة |
| تقنية منخفضة (Low-Tech) | أنظمة بسيطة وميسورة التكلفة تتطلب تدريبًا بسيطاً | لوحات الصور، كتب التواصل |
| تقنية عالية (High-Tech) | أجهزة متقدمة تستخدم التكنولوجيا في التواصل | الأجهزة المولدة للكلام، تطبيقات AAC على الأجهزة اللوحية |
يلبي كل نوع مستويات مختلفة من احتياجات التواصل، مما يجعل التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) أداة مرنة لتعزيز التواصل الفعّال لدى الأفراد ذوي التوحد.
ما مدى فعالية أجهزة التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) في تحسين التواصل للأطفال غير الناطقين من ذوي التوحد ؟
تُعد أجهزة التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) أدوات قوية تعزز التواصل للأطفال غير الناطقين ( أو محدودي اللغة اللفظية) من ذوي التوحد . فمن خلال تمكينهم من التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم، تسهم هذه الأجهزة في تحسين التفاعلات الاجتماعية وتقليل الإحباط. على سبيل المثال، غالبًا ما تؤدي الخيارات التقنية العالية إلى نتائج تواصلية أفضل مقارنة بالأساليب التقنية المنخفضة، حيث تزود الأطفال بوسائل تدعم قدرتهم على التواصل الوظيفي، مثل تقديم الطلبات.
أظهرت التدخلات المنظمة التي تعتمد على أجهزة التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) فعالية كبيرة في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي للأطفال ذوي الإعاقات النمائية. وتؤكد الأبحاث أنها لا يعيق تطور اللغة المنطوقة، بل قد يسهم في تسهيل اكتسابها وتشجيع استخدامها في بعض الحالات. ونتيجة لذلك، تعد موردًا قيمًا يعزز الاستقلالية ويزيد من الثقة في التواصل لدى الأطفال غير الناطقين من ذوي التوحد.
في الختام يعد التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) حجر الأساس في تعزيز قدرات التواصل لدى الأفراد من ذوي التوحد، حيث يوفر جسرًا بديلًا عندما لا تكون اللغة المنطوقة كافية. وكما استعرض هذا المقال، فإن دور الأدوات والأجهزة في التوحد يتجاوز مجرد استبدال اللغة، إذ يفتح آفاقًا جديدة للتفاعل الاجتماعي، ويقلل من القلق، ويعزز الاستقلالية.
ومع تزايد الأدلة التي تدعم فعاليته واستخدامه، أصبح عنصرًا أساسيًا في تحقيق المساواة في التواصل. لذلك، يُشجَّع المعلمون والأخصائيين ومقدمو الرعاية وأصحاب القرار على دمج التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) في ممارساتهم، لضمان بيئة شاملة تحترم حقوق جميع الأفراد في التواصل وتنميها. ومع تطور تقنيات أجهزة التواصل التعويضي المعزز\البديل (AAC) ، تتوسع الفرص لإنشاء روابط ذات معنى وتحسين جودة الحياة للأفراد المصابين بالتوحد.
إليكم بعض المصادر المفيدة التي يقدمها مركز التميز للتوحد حول موضوع أجهزة التواصل التعويضي المعزز/البديل (AAC)، التي تساهم في توسيع فهمنا لهذه الأدوات المبتكرة وتطبيقاتها في تحسين التواصل مع الأفراد من ذوي التوحد:
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات النطق واللغة في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Advanced Autism. (2024, December 7). AAC in Autism. Advanced Autism. https://www.advancedautism.com/post/aac-in-autism
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
