التدخلات من قبل الوالدين Parent Implemented Interventions – سلسلة التدخلات المثبتة علمياً  

التدخلات من قبل الوالدين Parent Implemented Interventions – سلسلة التدخلات المثبتة علمياً  

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك. تختلف أعراضه بين الأفراد، مما يجعل كل حالة فريدة. 
من أكثر التدخلات فاعلية لدعم الأطفال المصابين بالتوحد هو التدخل المطبق من قبل الوالدين (PII)، حيث يتم تدريب الوالدين على تطبيق استراتيجيات مبنية على الأدلة لتحسين مهارات أطفالهم وتعزيز جودة حياتهم اليومية. 

من الأعراض الشائعة لاضطراب طيف التوحد: ضعف التواصل البصري، صعوبة تطوير علاقات اجتماعية مع الأقران، ضعف في تطور اللغة والمحادثة، حركات نمطية وتكرارية، والالتزام الصارم بالروتين اليومي. يحتاج الوالدين إلى مهارات وممارسات يمكنهم تطبيقها مع أطفالهم لتقليل عدم الارتياح و الانزعاج الذي قد يشعر به الطفل أثناء الأنشطة اليومية. 

لقد طور المجال الطبي العديد من التدخلات التي تدعمها الأبحاث العلمية والتي أثبتت فعاليتها. تساعد هذه التدخلات في تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بطيف التوحد. وتُعد التدخلات من قبل الوالدان (Parent-Implemented Intervention – PII) من أهم التدخلات القائمة على الأدلة. فهي تُمكّن الوالدين من دعم أطفالهم من خلال تدريب الوالدين على تحليل السلوك التطبيقي (ABA Parent Training). 

ما هو التدخل المطبق من قبل الوالدين (PII)؟ 

التدخل المطبق من قبل الوالدين هو نهج معتمد على الأدلة يتضمن استخدام الوالدين لتطبيق ممارسات فردية مع أطفالهم لمساعدتهم على تعلم السلوكيات الجيدة. برنامج التدريب المنظم في المنزل أو في المجتمع يعلم الوالدين أساليب وتقنيات التدخل. 

يساعد التدخل المطبق من قبل الوالدين الطفل على الحصول على المزيد من الفرص التعليمية، حيث يمكن للوالدين أنفسهم من التعامل مع الصعوبات و الأعراض لدى الطفل المصاب بالتوحد. التدريب في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) يساعد الوالدين على تطوير المهارات المناسبة  والوظيفية في أطفالهم لتحسين جودة حياتهم. 

يساعد التدخل المطبق من قبل الوالدين (PII) الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد على تحسين مهاراتهم الاجتماعية ومهارات المحادثة، وتعلم اللغة، واستخدام التواصل البديل، والانتباه، واللعب. كما يساعدهم على أن يصبحوا أكثر امتثالًا ويعزز مهاراتهم في الحياة اليومية. أظهرت الأبحاث نتائج مشجعة في تقليل السلوكيات المزعجة أو العدوانية.يجب على مزود تحليل السلوك التطبيقي (ABA) إشراك الوالدين في العلاج لجعل التدخل المطبق من قبل الوالدين أكثر فعالية. 

لماذا استخدام التدخل المطبق من قبل الوالدين؟ 

في معظم الأحيان، يكون الأطفال مع والديهم. الوالدان هما المعلمان الأولان. اللعب والتفاعل مع الوالدين هو الطريقة الأكثر شيوعًا التي يتعلم بها الأطفال مهاراتهم. لذلك، يحصل الطفل على المزيد من الفرص عندما يعرف الوالدان كيفية تطبيق التدخل في الروتين اليومي والأنشطة.  

فعالية التدخل المُنفذ من قبل الوالدين (PII) والمجالات المستهدفة

يمكن للوالدين تنفيذ التدخل المُخصص مباشرة مع أطفالهم، مما يساعد الطفل على الحصول على المزيد من الفرص لتعلم واكتساب المهارات الوظيفية. يتضمن التدخل المُنفذ من قبل الوالدين للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) العديد من التقنيات والممارسات المصممة لتحسين مجموعة متنوعة من المهارات المرتبطة بالتوحد. 

تشمل المجالات المستهدفة في التدخل المُنفذ من قبل الوالدين (PII) ما يلي: 

  • التواصل اللفظي وغير اللفظي 
  • الأداء المعرفي 
  • قدرات اللعب 
  • المهارات الاجتماعية 
  • تقليل السلوكيات المتداخلة، مثل السلوكيات التكرارية والنمطية والمزعجة 

يُعد التدخل المُنفذ من قبل الوالدين فعالًا في تحسين مهارات التواصل والمحادثة، كما يساعد الأطفال على تعلم اللغة واستخدامها. كما يُسهم في تعزيز الامتثال وتقليل السلوك العدواني والمزعج. 

تشمل خطوات تنفيذ التدخل المُنفذ من قبل الوالدين ما يلي: 

  • تحديد احتياجات الأسرة 
  • اختيار الأهداف 
  • وضع خطة التدخل 
  • تدريب الوالدين 
  • تنفيذ التدخل 
  • متابعة التقدم 

خطوات التدخل المُنفذ من قبل الوالدين (PII)

يُعد التعاون بين الأخصائيين والوالدين أمرًا حاسمًا لنجاح التدخل المُنفذ من قبل الوالدين. ولتحقيق شراكة فعالة، من الضروري الاعتماد على التخطيط المرتكز على الأسرة. يشمل تطوير وتنفيذ التدخل تحديد احتياجات الوالدين والطفل، وتحديد الأهداف، وصياغة خطط التدخل، وتدريب الوالدين، وتطبيق التدخل. 

يسهم التعاون بين الوالدين ومقدمي الرعاية والأخصائيين في دعم التطور الأمثل لمهارات الطفل، كما يلبي اهتمامات وأولويات الأسر. وعند استخدام الممارسات المرتكزة على الأسرة، يتم تمكين الوالدين ومساعدتهم على اتخاذ قرارات هادفة ومؤثرة. 

الخطوة 1: تحديد احتياجات الأسرة 

كل طفل مصاب باضطراب طيف التوحد فريد من نوعه، ولكل أسرة احتياجاتها وظروفها الخاصة. لإنشاء خطة تدخل فعالة، يجب على الأخصائي التعرف جيدًا على الطفل وفهم خصائص الأسرة، بما في ذلك السياق الثقافي الخاص بها. 

يمكن للأخصائيين التعرف على احتياجات الأسر عبر: 

  • مقابلات مع الوالدين ومقدمي الرعاية 
  • ملاحظة الطفل خلال الروتين اليومي والتفاعل بينه وبين مقدم الرعاية 

من خلال هذه الأنشطة، يستطيع الأخصائي تحديد: 

  • نقاط القوة والضعف لدى الطفل والأسرة 
  • مجالات الحاجة المتعلقة بالطفل 
  • السلوكيات التي تؤثر على أداء الأسرة 
  • نوع وطبيعة التفاعل بين الطفل والوالدين 
  • الروتين اليومي وأنشطة الأسرة 
  • الموارد المتاحة داخل الأسرة والمجتمع لدعم التدخل 

يجب على الأخصائيين أن يكونوا مستجيبين للجوانب الثقافية للأسرة عند الملاحظة والتخطيط، حيث تُعد البيئة المنزلية المكان المثالي لمراقبة التفاعل بين الطفل والوالدين. 

الخطوة 2: اختيار الأهداف 

تحديد الأهداف التي ترغب الأسرة بتحقيقها من خلال التدخل أمر ضروري. تشمل هذه الخطوة إشراك الوالدين وأفراد الأسرة الآخرين لتحديد أهداف التدخل. 

ينبغي أن تتصف أهداف التدخل بـ: 

  • تركيزها على أولويات الطفل ومجالات القلق لديه 
  • تحقيق تأثير إيجابي على أداء الأسرة دون التسبب في ضغوط إضافية 
  • سهولة تنفيذها من قبل الوالدين بثبات 
  • قابليتها للتطبيق في البيئة المنزلية والمجتمعية 

تصنيفات الأهداف: 

  1. أهداف الطفل: 
  1. تحسين السلوك الإيجابي وتقليل السلوكيات المزعجة 
  1. تعزيز مهارات التواصل واللغة 
  1. معالجة السلوكيات التي تشكل خطورة  
  1. تحسين التفاعل الاجتماعي وزيادة الوصول إلى المجتمع 
  1. أهداف الوالدين: 
  1. تعزيز مهارات التفاعل مع الطفل 
  1. تطوير معرفة الوالدين بالتوحد  
  1. تعزيز قدراتهم على استخدام استراتيجيات التعليم والإدارة السلوكية 
  1. أهداف الأسرة: 
  1. إشراك أفراد الأسرة الآخرين لدعم الطفل 
  1. تعزيز معارفهم ومهاراتهم حول التوحد بطريقة قابلة للتنفيذ والقياس 

الخطوة 3: تطوير خطة التدخل 

بعد تحديد أهداف الطفل والأسرة، يقوم الأخصائي بوضع خطة التدخل. تتضمن خطة التدخل خطوات محددة يجب على الوالدين تنفيذها. 

تشمل خطة التدخل ما يلي: 

  • استراتيجية تعليمية خطوة بخطوة 
  • تحديد المدة الزمنية والفواصل الزمنية لتطبيق التدخل 
  • تحديد مكان وزمان تقديم التدخل 

تركز كل خطة تدخل على تلبية احتياجات الطفل الفردية وأهداف الوالدين والأسرة. تُؤخذ أولويات الوالدين وخصائص الأسرة وروتينهم اليومي في الاعتبار عند تطوير التدخل والاستراتيجيات المناسبة. كما ينبغي أن يراعي الأخصائي الوضع الاقتصادي وإمكانيات الوالدين عند تحديد خطة التدخل. يمكن لفريق التدخل استهداف سلوك معين أو مهارة محددة لتخصيص الخطة بما يتناسب مع الطفل. 

لكي يتم تطوير خطة تدخل مُخصصة للطفل والأسرة، يجب أن: 

  • تركز على الأهداف المحددة لكل من الطفل والوالدين والأسرة 
  • تكون متسقة مع ممارسات وقيم وروتين الوالدين 
  • تتضمن السلوكيات المستهدفة 
  • تدمج التدخل في الروتين اليومي 
  • تعتمد على أساليب قائمة على الأدلة ثبتت فعاليتها عند تنفيذها بواسطة الوالدين 
  • تأخذ في الاعتبار الممارسات التعليمية التي تتماشى مع معرفة وتفضيلات الوالدين 

يجب أن تتضمن خطة التدخل للممارسات الفردية المعلومات التالية: 

  • السلوك أو المهارة المستهدفة 
  • الشخص المسؤول عن تنفيذ التدخل 
  • مكان تنفيذ التدخل 
  • تكرار التنفيذ ومدته والوقت المناسب للتنفيذ 
  • المدة الزمنية التي يجب الاستمرار خلالها في تنفيذ التدخل 
  • المواد والاستراتيجيات اللازمة 
  • جدول التعزيز (متى وكيف يتم تقديم المكافآت) 

الخطوة 4: تدريب الوالدين 

بعد تطوير الخطة، يتم تدريب الوالدين على كيفية تنفيذ التدخل من خلال برامج تدريب منظمة. 

تشمل عناصر التدريب: 

  • تحديد شكل ومكان التدريب 
  • تحديد مكوناته ومدة استمراره 
  • مراقبة مدى تقدم الوالدين أثناء التدريب 

يساعد التدريب الوالدين على اكتساب الاستقلالية وإتقان المهارات المستهدفة بمرور الوقت. كما يُعد جمع البيانات أثناء التدريب ضروريًا لمتابعة مدى التزام الوالدين بالتدخل. 

الخطوة 5: تنفيذ التدخل 

ينفذ الوالدان خطة التدخل وفقًا للإرشادات المحددة. يجب أن تحدد خطة التدخل متى وأين يتم تطبيق التعليمات. ومع ذلك، قد تحتاج في بعض الأحيان إلى إجراء تعديلات بعد بدء التنفيذ. 

أحيانًا يتعلم الوالدان المهارات في بيئات التطوير المهني ويطبقون التدخل ضمن الروتين اليومي الطبيعي. 

  • ينفذ الوالدان التدخل مع الأطفال وفقًا للخطة. 
  •  ينفذ الوالدان التدخل خلال الروتين اليومي الطبيعي. 

وجود وقت ومكان ثابتين ومنتظمين للتدخل سيساعد الوالدين على تنفيذ التدخل بشكل أكثر تكرارًا. كما سيتعرف الأطفال على ما يتوقعه منهم الوالدان. 

الخطوة 6: متابعة التقدم 

من أجل ضمان الالتزام بالتدخل المبني على الأدلة، يتم تشجيع الوالدين على مراقبة تنفيذ التدخل وتطور مهارات الطفل. يتم تقديم هذه العملية بطريقة إيجابية لدعم التحسين المستمر وتحقيق الأهداف بفعالية أكبر. 

مكونات وبرامج التدخل المُنفذ من قبل الوالدين (PII) تجعل الوالدين أكثر تحملاً للمسؤولية في تنفيذ التدخل مع أطفالهم. يقوم الأخصائيون بتدريب الوالدين بشكل فردي أو ضمن مجموعات، سواء في المجتمع أو في البيئة المنزلية. وعندما يتلقى الوالدان تدريبًا كافيًا، يصبح بإمكانهم تنفيذ التدخل بفعالية مع أطفالهم. 

يُعد التدخل المُنفذ من قبل الوالدين (PII) علاجًا سلوكيًا فعالًا لاضطراب طيف التوحد (ASD)، ويستند إلى قاعدة قوية من الأدلة العلمية. فهو فعال في تنمية المهارات لدى الأفراد المصابين بالتوحد، كما يساعد في التخفيف من الصعوبات التي يواجهونها أثناء أداء الوظائف اليومية. 

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)   

المصدر 

 A Happy Family Behavioral Services. (2023, July 13). Parent-Implemented Interventions (PII) in Autism. https://www.ahappyfam.com/parent-implemented-interventions-pii-in-autism/ 

ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات

خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض

 


استخدم كود معرف العميل