نظرية الضربات المتعددة لاضطراب طيف التوحد

الكاتبة: جيسيكا رايت – 1 مايو 2019
The article was originally published on Spectrum, the leading site for autism research news. https://bit.ly/2MJJtPF
spectrum Logo

نظرية الضربات المتعددة لاضطراب طيف التوحد

خلال العقد الماضي، بحث الباحثون عن طفرات نادرة موجودة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد ولكنها ليست موجودة لدى والديهم أو أشقائهم الطبيعيين. وقد نتج عن هذا المنهج قائمة تضم ما يقارب 100 “جين للتوحد” تحمل الطفرات الذاتية القوية. 

ومع ذلك، فإنه من غير المؤكد أن الطفرات في هذه الجينات تسبب التوحد. حتى الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد فإنهم يختلفون اختلاف كبير في شدة الأعراض. لأن هذه الطفرات بحكم تعريفها ليست موروثة، فإنها لا تستطيع تفسير سبب ظهور أو انتشار التوحد في الأسر.    

لهذه الأسباب؛ أكتشف الباحثون “نموذج الضربات المتعددة” الذي يفترض أن التوحد غالبًا يكون نتيجة خليط من الطفرات.

ما هي أنواع الطفرات التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب طيف التوحد؟

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الطفرات: ذاتية نادرة، موروثة نادرة، و المتغيرات الشائعة. قد تكون جميع هذه الأنواع الثلاثة في شخص واحد ذو اضطراب طيف التوحد. 

الطفرات النادرة الذاتية (أو الجديدة) (de novo) وهي التي توجد في الشخص ذو اضطراب طيف التوحد ولكن ليست في أسرهم، هي أشهر المساهمين في اضطراب طيف التوحد. قد تكون هذه الطفرات صغيرة بحيث تؤثر على جين واحد أو قد تعطل جينات متعددة. حيث أن الطفرات الموروثة النادرة تكون أقل تأثيراً من الطفرات النادرة الجديدة (de novo) لكنها لا تزال ضارة. 

المتغيرات الشائعة هي تلك الموجودة في أكثر من 5% من السكان. كل متغير شائع له تأثير بيولوجي معتدل، لكن مع بعضها يمكن أن تحدد السمات المعقدة مثل طول القامة. 

كل شخص من السكان يكون لديه مجموعة فريدة من المتغيرات الشائعة التي تؤثر على خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد. لكن الدراسات تشير إلى أن المتغيرات الشائعة التي تعمل معًا يمكن أن تمثل نصف الأساس الجيني للتوحد. من الصعب تحديد المتغيرات؛ لكن العلماء يعرفون أن خمسة متغيرات فقط لديهم روابط مع التوحد. 

ما هو دليل فرضية الضربات المتعددة؟ 

يعد تنوع التوحد أكبر تأييد لهذه الفرضية؛ حيث يمكن أن تؤدي نفس الطفرة إلى مجموعة مختلفة من السمات لدى شخصين مختلفين. 

على سبيل المثال: إن الطفرات الذاتية النادرة (de novo) ليس لها نفس التأثير على جميع الناقلات. حوالي 20% فقط من الذين لديهم طفرة في 16p11.2 (هي من بين أقوى عوامل الخطر للتوحد) يكون لديهم التوحد، و جميعها تحتوي على مجموعة من السمات الأخرى، مثل التأخر النمائي والسمنة ومشاكل في اللغة. تعتمد الكثير من هذه التغيرات على الخلفية الوراثية للشخص.

في دراسة كبيرة حدثت العام الماضي، كشف الباحثون عن الدور الحاسم  للمتغيرات الشائعة في الأشخاص الذين يعانون من تأخر نمائي شديد أو اضطراب طيف التوحد. من المحتمل أن يحمل هؤلاء الأشخاص طفرات نادرة أو طفرات جديدة (de novo) ضارة؛ مما يشير إلى أن كلا النوعين من الطفرات شاركوا في الحالات الشديدة.  

أيضًا قد تتفاعل الطفرات الذاتية والموروثة؛ الأشخاص الذين لديهم طفرة ذاتية كبيرة مرتبطة بالتوحد وكذلك لديهم طفرة نادرة موروثة ضارة يكونون أكثر تأثراً من أولئك الذين يحملون فقط الطفرات الذاتية.  

ماذا تخبرنا النظرية عن اضطراب طيف التوحد؟

قد تساعد النظرية في تفسير لماذا هذه الطفرات النادرة نفسها تؤدي في بعض الأحيان إلى اضطراب طيف التوحد وفي حالات أخرى إلى الصرع، أو انفصام  الشخصية أو حالات أخرى. قد تحدد المتغيرات الشائعة لدى الشخص ما إذا كانت الطفرة النادرة تؤدي إلى التوحد أو إلى شيء آخر. 

أيضًا قد تفسر النظرية سبب اختلاف تأثير الطفرة النادرة للتوحد أو الطفرة الجديدة (de novo): قد تكون الإصابة بالطفرة الثانية بمثابة صد. للتحقق من هذه الفكرة، يقوم الباحثون بترتيب تسلسل الشريط الوراثي للوالدين أو الأشقاء غير المصابين باضطراب طيف التوحد لتحديد المتغيرات الوقائية. 

بطريقة ما، يمكن للضربة الثانية أن تصد أو تعزز تأثير الضربة الأولى عن طريق تغيير التعبير الجيني. معظم الطفرات المرتبطة بالتوحد تؤثر على نسخة واحدة فقط من الجين. إذا كانت الضربة الثانية تعزز التعبير للنسخة الوظيفية؛ فإنه قد يبطل تأثير الطفرة. 

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات