الإنهاك الناجم عن التوحد

الإنهاك الناجم عن التوحد

ويعاني منها بعض البالغين المصابين بالتوحد. يقول العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد أن الإنهاك يرجع أساسًا إلى الآثار التراكمية الناجمة عن الاضطرار إلى التعامل مع العالم الخارجي المصمم للأشخاص الطبيعيين.

قد يؤثر الإنهاك على البالغين المصابين بالتوحد والذين لديهم قدرات إدراكية ولغوية قوية ويعملون أو يذهبون إلى المدرسة مع أشخاص طبيعيين.

يتناول هذا المقال هذه الظاهرة، وكيفية التعافي منها والحد من حدوثها لدى البالغين المصابين بالتوحد. 


كيف هي تجربة الأشخاص المصابين بالتوحد مع الإنهاك؟


كما هو الحال في العديد من جوانب التوحد، يختلف الإنهاك اختلافًا كبيرًا من شخصٍ إلى آخر. فبعض المصابين بالتوحد قد يشعرون بالإرهاق الجسدي الشديد، أو قد يواجهون صعوبة أكثر من المعتاد في التحكم في مشاعرهم، ويتعرضون بسبب ذلك لنوبات شديدة من الحزن والغضب. قد يظهر  الإنهاك أيضاً على شكل قلق شديد أو يسبب الاكتئاب أو السلوك الانتحاري، وقد يتضمن زيادة في سمات التوحد مثل زيادة في السلوكيات التكرارية وزيادة الحساسية للمدخلات الحسية أو صعوبة في التغيير.

قد يؤدي الإنهاك أحيانًا إلى فقدان المهارات، فعلى سبيل المثال، قد تجد المرأة المصابة بالتوحد التي تتمتع عادةً بقدرات لفظية قوية نفسها عاجزة عن الكلام فجأةً.


كيف ظهر مفهوم  الإنهاك؟


هناك عدد قليل من الدراسات التي أُجريت على الإنهاك الناتج عن التوحد، وخلال السنوات الخمس الماضية أو نحوها، أصبح الباحثون في مجال التوحد على درايةٍ بهذه الظاهرة، وقد توصلوا إلى ذلك مباشرة من خلال إجراء المناقشات مع الأشخاص المصابين بالتوحد شخصيًا أو عبر الإنترنت.

يعكس هذا المفهوم حركة المناصرة في مجتمع التوحد، والتي دفعت الباحثين إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالبالغين المصابين بالتوحد وتجاربهم الداخلية، ولكن هذا ليس بالأمر الجديد تمامًا، حيث أشار بعض الباحثين إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يكونوا عرضة للانهيار أو فقدان المهارات عندما تغمرهم متطلبات البيئة الصعبة.

ما هي أسباب الإنهاك؟


إن الإنهاك غالبًا يكون نتيجة للتمويه أو التخفي، وهي استراتيجية يقوم فيها الأشخاص المصابون بالتوحد بمحاكاة سلوكيات الأشخاص الطبيعيين من خلال إجراء محادثات قصيرة، وإجبار أنفسهم على التواصل البصري، والحد من سلوكياتهم التكرارية، ومن الممكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات الأشخاص المصابين بالتوحد في عملهم وعلاقاتهم الشخصية، ولكنها تتطلب منهم جهدًا كبيرًا.


قد ينتج الإنهاك أيضًا عن التحفيز الحسي المفرط كالصعود على حافلة صاخبة، أو متطلبات العمل مثل الاضطرار إلى القيام بالكثير من المهام في وقت واحد، أو الإجهاد المرتبط بالتغيير.


كيف يتعافى المصاب بالتوحد من الإنهاك؟


يعتمد ذلك على الشخص نفسه وما هو الإنهاك بالنسبة له. تكمن الخطوة الأولى في أن يخرج الشخص المصاب بالتوحد من الموقف الذي أدى إلى حدوث الإنهاك له؛ يمكن أن يكون ذلك شيئًا بسيطًا كالعودة إلى غرفة الفندق وأخذ قسط من الراحة بمفرده بعد يوم من التفاعلات الاجتماعية الغير متوقعه في مؤتمر ما، وقد يحتاج آخرون إلى فترة أطول للتعافي، فقد عانى بعض المصابين بالتوحد من حالات إنهاك شديدة استمرت آثارها لسنوات. قد يحدث الإنهاك بشكل أكثر مع التقدم في السن وتكون هناك صعوبة في التعافي منه.


هل يمكن منع حدوث الإنهاك؟ 


تُشكل المعرفة الذاتية استراتيجية أساسية لمنع الإنهاك، حيث يمكن للأشخاص المصابين بالتوحد أن يتعرفوا على المواقف التي قد تسبب لهم الإنهاك بمرور الوقت، كما يمكنهم أيضًا ملاحظة العلامات التي تشير إلى قرب حدوث الإنهاك لديهم، فبعض الأشخاص المصابين بالتوحد في هذه الحالة قد يعانون من شعورهم بالانفصال عن الواقع أو صعوبة وضيق في الرؤية.
بهذا الوعي، يمكنهم وضع استراتيجيات لتجنب الإنهاك، مثل الخروج من مناسبة اجتماعية في وقت مبكر أو تخطيط يوم للراحة بعد رحلة ما قبل العودة إلى العمل، كما يمكنهم طلب أمور تسهل عليهم تجنب الإنهاك، مثل ركوب الطائرة قبل الوقت المحدد أو العمل من المنزل لبعض الوقت.

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 0 / 5. عدد المشاركات: 0

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة