العوامل المؤثرة في نجاح انتقال ذوي التوحد لمرحلة ما بعد المدرسة

العوامل المؤثرة في نجاح انتقال ذوي التوحد لمرحلة ما بعد المدرسة

يعتبر الانتقال للأفراد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ من الأمور التي ينبغي مراعاتها من خلال تنمية الجانب المعرفي، والجانب المهاري، حيث يمر الأفراد أثناء مسيرة حياتهم بمراحل مختلفة تتطلب قدرا ملائما من النمو، وصقل للمهارات، وبالأخص أثناء مرحلة البلوغ، والانتقال لمرحلة ما بعد المدرسة، إلا أن هذا الانتقال يعد من الصعوبات التي تواجه الأفراد من ذوي الإعاقة بما فيهم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، وذلك لوجود قصور في عدة جوانب من جوانب النمو المختلفة لديهم كجانب النمو العقلي، والاجتماعي، واللغوي، والسلوكي، والأكاديمي (القريوتي، 2005).

فعلى سبيل المثال نجد الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد مقارنة بأقرانهم من ذوي الإعاقات الأخرى يواجهون صعوبات تؤثر في انتقالهم لمرحلة ما بعد المدرسة بسبب القصور المستمر والشديد في التواصل والتفاعل الاجتماعي وضعف في المهارات الوظيفية، مما شكل قصوراً لديهم في الاندماج مع المجتمع، بالإضافة إلى وجود قصور في العمليات الإدراكية وذلك يؤدي إلى قصور في تعلم المهارات المختلفة إضافة إلى وجود اهتمامات محدودة وتعلق مبالغ في الروتين (Orsmond et al., 2013).

وإشارة إلى ما ذكره القريوتي (2005) نجد أن الأفراد من ذوي الإعاقة بما فيهم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد بحاجة إلى برامج وخدمات تساعد في انتقالهم لمراحل متقدمة تتميز بالقدرة على الاعتماد على النفس، وكذلك القدرة على الاندماج في المجتمع، وذلك من خلال ما يعرف بالخدمات الانتقالية.

من خلال النظر في الصعوبات والاحتياجات التي تواجه الأفراد ذوي الإعاقة بما فيهم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد أثناء الانتقال لمرحلة ما بعد المدرسة جاءت القوانين التربوية لتؤكد على أهمية تقديم البرامج والخدمات الانتقالية للأفراد ذوي الإعاقة بما فيهم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد. فعلى سبيل المثال، وفقاً لما ذكره القريني (2018) من خلال ما أشار إليه قانون تربية الأفراد ذوي الإعاقة Individuals With Disabilities Education Act (IDEA, 2004) من حيث توجيه الاهتمام بشكل أكبر حول انتقال الأفراد ذوي الإعاقة لمرحلة ما بعد المدرسة وذلك من خلال حث الجهات ذات الصلة في التركيز على الانتقال ومتطلباته. وكذلك أشارت القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية إلى أهمية تحديد البرامج الانتقالية، وتكييفها بما يتلاءم مع الخطة التربوية الفردية المعدة لكل طالب (وزارة التعليم، 1422). 

ووفقاً لما ذكره كوهلر (1993) Kohler من خلال ما أشار إليه فوس (1990) Foss من حيث أن البرامج والخدمات الانتقالية تتأثر بعوامل عديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطالب، والأسرة، والمدرسة، ومؤسسات المجتمع. وهذا ما أشار إليه كوهلر وآخرون (Kohler et al. (2016 استنادا لدراسات أجريت على مدار 30عاماً اتضح لهم من خلالها أن انتقال الطلاب ذوي الإعاقة بما فيهم الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد لمرحلة ما بعد المدرسة يتحسن لديهم بشكل جذري عندما يكون هناك تعاون مشترك بين الطلاب أنفسهم والأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع الأمر الذي يؤدي بدوره إلى نجاح انتقال الطلاب ذوي الإعاقة بما فيهم الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد لمرحلة ما بعد المدرسة.

[ratemypost]

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات


 خصم التميز

خصم 20 % لعملاء بنك الرياض على جميع الخدمات و الدورات

استخدم معرف البطاقة