المهارات الأساسية لاكتساب اللغة:
قبل أن يكتسب الطفل لغته الأم، هناك مهارات يتعلمها بشكل تلقائي تساعده على اكتساب هذه اللغة. وهذه المهارات تساعده على ربط الأصوات والكلمات بالأشياء التي يراها في محيطه ، لذلك يجب أن يكون تركيزنا على هذه المهارات مع التحفيز اللغوي قبل أن يُجبر الطفل على ترديد كلمات لا يفهم معناها.
1. التقليد: يكتسب الطفل اللغة من خلال سماعه و تقليده لمن حوله ، وهناك نوعان:
تقليد حركي: ويعني أن يقلد الطفل حركات معينة تُطلب منه (مثلاً: أن يقال للطفل “افعل كذا” بدون ذكر الفعل نفسه “مثل: صفّق” ، ويقوم الشخص الذي أمامه بالتصفيق أو يضع يده على رأسه أو يرفع يديه عاليا أو غيرها من الحركات). في حالة عدم استجابة الطفل ، يجب أن تتم مساعدته بشكل كامل بحيث يُمسك بيديّ الطفل ويقلد الحركة المطلوبة ، ويتم تكرار ذلك إلى أن يتم التقليد بشكل تلقائي.
تقليد صوتي: وذلك يعني أن يقلد الطفل أصوات معينة، مثل: أصوات الحيوانات ،الأحرف، أصوات السيارات وغيرها من الأصوات التي يسمعها الطفل في محيطه.
إن لم يستطع الطفل فهم التقليد ، يُفضل أن يقوم الشخص بتقليد حركات أو أصوات يصدرها الطفل ، وتدريجيا سيتمكن من فهمها وتقليد الحركات والأصوات التي يراها ويسمعها في محيطه بشكل عفوي وتلقائي ، ثم يبدأ بتقليد الكلمات والجمل ، وهو الهدف المطلوب.
2. الطلب: وهو من أساسيات الحياة وشيء يحدث باستمرار وعلى الدوام ، لذا عادة يقوم الطفل بطلب رغباته واحتياجاته إما بسحب والديه للمكان المطلوب أو بالإشارة (بإصبعه) إلى الشيء المطلوب أو بالصراخ والصياح..إلخ، لذا من واجبنا مساعدة الطفل على إيجاد الطريقة المناسبة للتعبير عن احتياجاته ورغباته. وذلك عن طريق تدريب الطفل على مد يده وثنيها مع نطق كلمة الطلب (مثل: هات، عط، جب… إلخ)، حتى وإن كانت مجرد أصوات غير واضحة. وبداية يتم ذلك بمساعدة كاملة بحيث يمسك الشخص يد الطفل ويحاول ثنيها وفي نفس الوقت يتم نطق كلمة الطلب ، وتدريجيا يتم تقليل المساعدة ، حتى تتم بشكل تلقائي.
3. اتباع الأوامر: وفي هذه النقطة من الممكن أن نستفيد من طلب الطفل لاحتياجاته بحيث أننا نتبع أوامره ، وفي نفس الوقت من الممكن أن نطلب منه أمراً (مثل: اعطني … ، احضر … ، أغلق … ، افتح …)، إذا لم يتبع الطفل الأمر من الممكن أن يقوم الشخص بالإشارة إلى الشيء المطلوب –كمساعدة جزئية- ، وإذا لم يتبع الأمر يجب أن تتم مساعدته بشكل كامل ويتم تدريجيا تقليل هذه المساعدة حتى يتم اتباع الأوامر بشكل عفوي.
4. اللعب الوظيفي/الرمزي البسيط: والمقصود به اللعب بالطريقة الصحيحة فمثلاً الكرة تُرمى، أو حينما يُعطى الطفل دمية وفرشاة شعر يقوم تلقائياً بتسريح شعرها. إذا لم يلعب الطفل بالطريقة الصحيحة والمطلوبة ، يجب أن تتم مساعدته بشكل كامل ويتم تدريجيا تقليل هذه المساعدة حتى يقوم الطفل باللعب بشكل تلقائي.
5. التماثل والتطابق: والمقصود به أن يُطابق الطفل شكلين متشابهين تماماً (بالشكل، والحجم، واللون، والملمس) ، إذا طابق الطفل الأشكال بشكل صحيح في كل مرة ، ننتقل للخطوة الثانية وهي أن يتشابه الشكلين في ثلاثة صفات ويختلفان في صفة ، وتدريجيا يزيد الاختلاف ويكون التشابه في صفة واحدة فقط. إذا لم يُطابق الطفل الشكلين بشكل صحيح بعد سؤاله “طابق” ، يجب مساعدته بشكل كامل ويتم تدريجيا تقليل هذه المساعدة حتى يقوم الطفل بالمطابقة بشكل عفوي.