أهمية الاهتمام بالصحة النفسية لأهالي ذوي التوحد 

أهمية الاهتمام بالصحة النفسية لأهالي ذوي التوحد 

إن الصحة النفسية من أساسيات جودة الحياة لدى جميع الأشخاص خصوصاً لأهالي ذوي اضطراب طيف التوحد، حين يتم تشخيص الطفل بالتوحد تبدأ الرحلة العلاجية التي قد لا تكون سهلة بالنسبة للأهالي فمن المهم الاهتمام بالصحة النفسية أولاً حتى يتمكن الأهالي من مواجهة التحديات والصعوبات التي قد يواجهونها ودعم ابنائهم خلال الخطة التأهيلية وتعزيز قدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية وجعل الرحلة مثمرة ومفيدة. 

غالبًا ما يفشل الوالدين في الاهتمام بصحتهم النفسية. قد تكون مشغولاً للغاية بتلبية احتياجات طفلك بحيث لا تسمح لنفسك بوقت للاسترخاء أو البكاء أو مجرد التفكير. ليس من الجيد لك ولا لعائلتك أن تصل لهذه النقطة. قد تشعر أن طفلك بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى. وقد تبدو قائمة المهام الخاصة بك لا نهاية لها. كما قد تشعر بالإرهاق التام ولا تعرف من أين تبدأ. أو قد لا يكون هناك أبدًا وقت مناسب للاعتناء بنفسك، ولكن من الضروري جداً أن تجعل من ضمن أولوياتك اليومية وقت للعناية بنفسك – حتى لو كانت خمس أو عشر دقائق فقط في كل مرة. وتختلف كل عائلة عن غيرها في تعاملها مع المواقف الصعبة. من المهم العثور على الأشخاص والأنشطة والروتين الذي يناسبك بشكل أفضل. 

عند تشخيص طفلك بالتوحد قد تمر ببعض المراحل مثلاً الإنكار والمساومة والغضب والاكتئاب ويختلف ترتيب دخول الأهالي في المراحل وكذلك مدة تخطي  المراحل للوصول إلى مرحلة التقبل 

إليكم بعض الأفعال و الأشياء التي قد تمر فيها بعد تشخيص طفلك بالتوحد : 

  1. البكاء: يمكنك البكاء بقدر حاجتك إلى الشفاء من هذه المشاعر السلبية وحتى تستطيع التقدم إلى الأمام وعقلك صافي.   
  1. أخبار الناس أو عدم اخبارهم: لك الخيار إخبار الجميع أو لا أحد أو اختيار اشخاص محددين” 
  1. تعلم كيف تقول لا وكيف تعبر عن رأيك: سيكون جدولك ممتلئ بالمواعيد المختلفة لجلسات العلاج والاجتماعات فيجب عليك أن تعبر عن رأيك خصوصاً في حال لم يعجبك طريقة عمل شيء ما أو إذا شعرت أن طفلك لا يتطور مع أخصائي معين في هذه الحالة يجب عليك أن تعبر عن رأيك بلا تردد فأنت أكثر شخص يعرف ابنك، ومن المهم جداً أن تبني علاقة طيبة مع معمليين واخصائيين وأطباء طفلك لأنهم سيكون جزء من حياتك لفترة طويلة فكن واضح وصادق معهم وأبقى على تواصل مستمر من أجل طفلك فهو لا يستطيع فعل هذا من غيرك.   
  1. توقف عن الاعتذار: لدى جميع الأطفال مهارة التصرف بطريقة غير مناسبة في بعض الأوقات سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو طفل من ذوي النمو الطبيعي ستواجه لحظات محرجة مع طفلك، لذا لا تعتذر عن سلوك ابنك لكن أبذل قصارى جهدك للتدخل في المواقف وإبلاغ الأهالي إذا كان الموقف يتطلب ذلك، لا تعتذر لهم ولكن قدم معلومات بشكل مبسط مثل “ابني من ذوي التوحد ويصعب عليه التفاعل مع الأطفال الذين لا يعرفهم، وهذا هو السبب الذي يجعله لا يسمح لأحد بالمرور من جانبه وهو بهذا السلوك لا يحاول أن يكون متنمراً” 

ً 

  1. تذكر طفلك لا يزال نفسه حتى بعد التشخيص: لا يزال نفس الطفل الذي عرفته وأحببته طوال هذا الوقت، لكن أنت الآن جزء من مجتمع يعمه الحب ويجب أن تتحلى بالصبر والرحمة حتى مع نفسك ورحب بهذا العالم وتحدياته المميزة.      

ونستعرض هنا بعض النصائح للاهتمام بصحتك النفسية: 

اطلب المساعدة في حال احتجت اليها ولا تتردد، 

  فقد يرغب من حولك بالمساعدة، ولكنهم لا يعرفون كيف يقدمونها. هل هناك أشخاص حولك بإمكانهم أخذ أبنائك الآخرين للتنزه مثلاً؟ أو هل هناك من يستطيع أن يعد العشاء لعائلتك لتتمكن أنت في هذه الأثناء من أن تسترخي ؟ أو أن يحضر لك بعض المتطلبات من الخارج أو أن يقوم بغسل الملابس مثلاً؟ أو أن تخبر من حولك أنك تمر بفترة صعبة وترحب بأي مساعدة 

كذلك اطلب المساعدة من طبيب نفسي في حال احتجت الى ذلك .   

تحدث مع الآخرين 

الجميع يحتاج لشخص ما ليتحدث معه، حاول أن تتحدث مع شخص مقرب عن الوضع الذي تمر به حالياً. فبمجرد حديثك مع شخص ترتاح له ستشعر بقوة وقدرة على مواجهة الصعوبات. وإذا كان خروجك من المنزل صعب، حاول التحدث معه عبر الهاتف.  

فكر بالانضمام لمجموعات الدعم 

من المفيد جداً الاستماع والتحدث مع الأشخاص الذين يمرون بتجربة مشابهة بالتي تمر بها. قد تجد الكثير من المساعدة في مجموعات الدعم. حيث سيشاركونك العديد من المعلومات والخدمات المتوفرة ومن يقدمها.  

حاول أن تأخذ فترة راحة 

حاول أن تختلي بنفسك ولو قليلاً متى ما سمح لك الوقت بذلك، حتى لو أن تستقطع بعض دقائق للمشي أو اذهب لمشاهدة فيلم أو للتسوق أو زيارة الأصدقاء. أما إذا ساورك إحساس بالذنب تجاه فترات الراحة التي تريد استقطاعها لنفسك، فتذكر أن هذه الأوقات ستنعكس إيجاباً على عطائك بعد عودتك للمنزل.  

مصطلح وضع نفسك اولاً يعد غريبًا لأهالي ذوي التوحد، ضع نفسك أولاً فهكذا ستكون قادراً على أن نقدم الرعاية، فكر بجدية عليك أن تعتني بنفسك أينما ومتى استطعت، حتى لو كانت لدقائق قليلة لذا خصص وقت لنفسك استجمع قواك واطلب المساعدة وستتفاجأ بالنتائج بمجرد أن ترى كيف يمكن للعناية بالنفس أن تحسن من نفسك ورفاهيتك ولن تكون قادر على تجاهل نفسك أو أن ترضى بالقليل بدلاً مما تريد، وتذكر أنك لا تحتاج إلى إذن للعناية بنفسك ولا تقبل أقل من الاهتمام الذي تقدمه للآخرين. 

تذكر دائماً أنه إذا كنت ترغب في تقديم أفضل طرق العناية لابنك فإنه عليك العناية بنفسك قبل ذلك 

مقالات مفيدة:  

محاضرة كيف أتعامل مع الضغوط النفسية مع طفلي ذو التوحد – د.هديل الخميس  https://www.youtube.com/watch?v=cj5ShWRxtaY 

ردشة توحد بعنوان : الصحة النفسية https://www.youtube.com/watch?v=LwY-WLCxyEU&list=PLP9p3UOisfSkRtRGibX_pCNjmN8I-gK6K&index=33 

دردشة مع د. أمل العوامي بعنوان: رحلة الطفل والأهل خلال مرحلة التشخيص 

المصادر  

 كتابة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتطوير – مركز التميز للتوحد  
مراجعة: أ. احلام المسبحي – أخصائي محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد

إلى أي مدى كان هذا المصدر مفيد؟

متوسط التقييم 5 / 5. عدد المشاركات: 1

لقد قرأت

شارك هذه المقالة

أحدث المقالات