(دراسة حالة افتراضية) 2023
المقدمة
يعتبر التقييم الوظيفي العملي وعملية العلاج القائم على بناء المهارات practical functional assessment (PFA) and skill-based therapy (SBT) أحد السبل الفعالة للتطبيق وذلك بشكل عام لمعالجة السلوكيات الغير مرغوب فيها، مثل إيذاء الآخرين وإيذاء الذات و تدمير الممتلكات والسلوكيات النمطية، ومن أهم الاعتبارات في هذا العلاج التركيز على سلامة الفرد وتنمية المهارات المقبولة إجتماعياً والتركيز على ما يتوافق مع السلوك الإنساني.
يتكون برنامج التقييم الوظيفي العملي والعلاج القائم على بناء المهارة من عدة خطوات تبدأ بعمل مقابلة التحليل الوظيفي المفتوحة (interview-informed synthesized contingency analysis (IISCA حيث تعتبر IISCA تقييم غير مباشر مكون من 20 سؤال موجهة إلى مقدمي الرعاية للعميل, الهدف منها تحديد الحالات الطارئة للمشاكل السلوكية والاستفادة من ما تتضمنه في التنظيم البيئي أثناء مرحلة تقييم التحليل الوظيفي لتحديد وظائف السلوك ومن ثم إجراء التدخل اللاحق في عملية العلاج القائم على بناء المهارات SBT.
يستمر برنامج (SBT) و (PFA) في المرحلة الثانية بالتجهيز لإعداد تقييم التحليل الوظيفي والذي يعد التقييم المباشر الذي يحدد لنا وظيفة السلوك وما هي السلوكيات الأكثر حدة (س1) والأقل حدة (س2) مع الحرص على توفير الأدوات اللازمة من المعززات والأنشطة المحببة للعميل.
في مرحلة التدخل ببرنامج التقييم الوظيفي العملي والعلاج القائم على بناء المهارة وبعد بناء خطة واضحة اعتمدت على نتائج المقابلة المفتوحة IISCA وتقييم التحليل الوظيفي FA والتي تتضمن الأهداف المرجوة في هذا البرنامج العلاجي والذي سيمر فيها الفرد بمستويات تختلف من فرد لآخر وذلك بناء على شدة السلوك والقدرات الفردية المختلفة، ويبدأ ذلك خلال جلسات تدريبية تتضمن سلوكيات ومهارات مناسبة وانتقالات.
يعد المستوى الأول في مرحلة التدخل العلاجي مرحلة التواصل الوظيفي (FCR) ويعتبر أحدث الطرق التدريبية الفعالة لتحسين جوانب التواصل الوظيفي ومواجهة المشكلات السلوكية للمساعدة في خفضها, ويهدف إلى تعليم العميل الاستجابات التواصلية الوظيفية (FCR) كبديل للمشكلة السلوكية باستخدام عمليات التأسيس للسلوك (EO) أو المواقف الغير مفضلة، كما يجب أن تكون تلك الاستجابات منخفضة الجهد بشكل بسيط ومن ثم يتم التدرج في المستوى البسيط ثم المتوسط ومن ثم المُعقد. ويتم تحديد تلك الاستجابات مع مراعاة الفروق الفردية بناءً على المهارات الحركية، مهارات الإدراك البصري بالإضافة إلى المهارات اللفظية للفرد، حيث يتم تحديد الإيماءات أو البطاقات المساعدة لغير الناطقين، ونبدأ في إعداد بيئة مناسبة للتدريب حيث أنه ستكون لدينا منطقة معززة (SR) للطفل ومنطقة للعمل على المهام (EO)، كما تختلف كمية الفرص التعليمية المقدمة للطفل بناء على قدراته واستجاباته ويتم تحديد معايير الإتقان للمراحل بناءً على قدرات العميل وسرعة الاستجابة لمتطلبات المرحلة.
في هذا المستوى مرحلة (التسامح) والذي يمثل تقبل الرفض، وتهدف إلى قدرة العميل على تقبل الرفض أو الانتظار للحصول على المعزز دون إظهار مشاكل سلوكية، وبعد إتمام الطفل لعدة استجابات صحيحة في مرحلة تقبل الرفض ينتقل الطفل للمرحلة التالية (السلوك المناسب للسياق).
يمثل هذا المستوى مرحلة بناء المهارات في برنامج (SBT) و (PFA) وهي مرحلة السلوك المناسب للسياق (Contextually appropriate behavior (CAB والتي تتمثل في ضبط الأوامر عن طريق إيقاف النشاط القائم والتخلي عن جميع المعززات للانتقال إلى منطقة بديلة يفترض أن تكون منطقة اكتساب وتعلم مهارات، وتعتمد على ٦ مستويات يزداد التعقيد فيها تصاعدياً كما أنها تتعاقب بشكل متسلسل، وفي المرحلة الأولى CAB 1 ضبط الأوامر في عدد قليل من الاستجابات (1-3) ويحبذ أن تكون في المكتسبة فعلياً، ويتم إكمال هذه الخطوات حتى نصل للمستوى CAB 5 تبدأ في هذه المرحلة زيادة عدد المهارات وقد تصل ل ١٥ مهارة مكتسبة و ٥ مهارات تحت التدريب يتم تنفيذها من قبل الطفل وذلك ضمن انتقالات مختلفة في أماكن التدريب، وفي مستوى CAB 6 يبدأ تنفيذ ما توصل له الطفل في المستويات السابقة ويبدأ إشراك مقدمي الرعاية ومدربين آخرين وذلك للتعميم مع الأشخاص.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية فعالية برنامج قائم على التقييم العملي الوظيفي والعلاج القائم على بناء المهارات لخفض سلوك المشكلة الحادة (دراسة حالة افتراضية).
مصطلحات الداراسة
التقييم الوظيفي العملي وعملية العلاج القائم على بناء المهارات
تعتبر عملية التقييم الوظيفي العملي والمعالجة القائمة على المهارة (PFA-SBT) نهجًا فعالاً للغاية للتعامل مع السلوك المشكل الحاد. تتضمن العملية منع تصعيد السلوك المشكل أثناء تدريس السلوكيات البديلة التي تسمح للفرد بتلبية احتياجاته. يحدث التدريس في سياقات تعزز بشكل كبير وتقدم تحديات تدريجيًا تؤدي غالبًا إلى سلوك مشكلة خطيرة. القيم الأساسية لهذه العملية هي السلامة والقبول وتقييم العلاقة.
مقابلة التحليل الوظيفي ( المفتوحة)
نوع من التحليل الوظيفي الذي يكشف عادةً بسرعة وأمان عن حساسية عن أنواع المشاكل السلوكية لحالات التعزيز ذات الصلة بالبيئة، ويعمل IISCA الناجح كسياق أساسي فعال لمعالجة المشاكل السلوكية ذخيرة اجتماعية مهمة.
التصميم التجريبي
تم استخدام تصميم معياري متغير وذلك لتقييم فاعلية التدخل وكانت معايير الانتقال من مرحلة إلى أخرى بناء على: غياب السلوك المشكلة لثلاث جلسات متتالية، التواصل المستقل، الامتثال لمتطلبات المهمة.
إجراءات الدراسة
المشاركون
تكونت عينة الدراسة من الطفلة سارة تبلغ من العمر ٤ سنوات تم تشخيصها في عمر أربع سنوات بأنها مصابة باضطراب طيف التوحد، تتلقى خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد، أفادت السجلات الطبية أنها قدمت درجة ذكاء كاملة تبلغ ٦٥ درجة مركبة تكيفية قدرها ٦٠ وفقًا لمقياس ستانفورد بينيه للذكاء مقياس فينلاند للسلوك التكيفي على التوالي.
سارة قادرة على النطق بكلمة مفردة واضحة للمستمع، كما أن لديها مخزون لغوي يصل إلي ٥٠ كلمة مفردة وتستخدمها سارة بشكل موظف في سياق البيئة الطبيعية, وقد أبدى والدها رغبتهم في خفض هذه السلوكيات التي لها آثار سلبية بالنسبة لهم وللمجتمع المحيط بهم، وقد وضح الوالدين أنه في كل مرة تظهر سارة هذا السلوك يتم إعطاءها ما تريد، كما انه يحدث بكثرة في الأماكن العامة.
وقد بدأت سارة في تلقي خدمات التربية الخاصة في مدرسة لمدة ٦ ساعات يوميا خمس أيام في الأسبوع، وقد لاحظت المعلمة المسؤولة عن الطفلة سارة ظهور سلوك البكاء وضرب الرأس على الأرض وقد وصفته بأن عندما تريد سارة الحصول على شيء ما أو عندما يتم إيقاف النشاط المفضل لها تبدأ سارة بالبكاء ويستمر لفترات طويلة وقد تبدأ بضرب رأسها على الأرض، وقد وضحت الأخصائية أن هذا السلوك الذي يظهر من سارة يعيق العملية التدريبية.
الإعدادات وأدوات الدراسة
أجريت جميع الجلسات في عيادة خاصة في مركز التميز للتوحد بمدينة الرياض.
تم إجراء الجلسات من يوم إلى خمسة أيام في الأسبوع، وكانت المحاولات ما بين محاولتين إلى ٢٠ محاولة في اليوم.
تم استخدام تقييم التحليل الوظيفي FA حيث كان التقييم في غرفة مساحتها (2 م في 3 م )، واحتوت الغرفة على طاولة وكرسيين ومواد أخرى ذات صلة بما سيتم ملاحظته، وتم توفير الأنشطة المفضلة للطفلة سارة بناءً على المقابلة التي تم إجراؤها مع الأم وكذلك التعرف على المشكلة السلوكية الأشد (R1) ضرب الرأس على الأرض والسلوك الأقل شدة (R1) البكاء.
تم إجراء جميع جلسات التدخل في غرفة العلاج العادية في العيادات ( أي غرفة تم فيها جدولة جلسات العلاج الفردية بانتظام وتصميمها للتدخل السلوكي).
خلال جميع الجلسات تضمنت المواد التدريبية متنوعة مثل ( بطاقات الأرقام والحروف والأقلام ) والعناصر والأنشطة المفضلة التي تم تحديدها من خلال المقابلة التي أجريت مثل ( السيارات والمكعبات والبابلز والايباد).
متغيرات الدراسة
المتغير المستقل
برنامج التقييم العملي الوظيفي والعلاج القائم على بناء المهارات
المتغير التابع
سلوك المشكلة الحادة ضرب الرأس على الأرض والبكاء.
القياس والموثوقية
كانت السلوكيات المستهدف في هذه الدراسة R1 رمي نفسها على الأرض والذي يُعرف بأنه السقوط على الأرض بشكل عشوائي في الأماكن المختلفة للأسطح أثناء وضع الجلوس أو الوقوف في فترات العمل المحددة أو رفض الوقوف عندما يطلب منه ذلك. كذلك السلوك R2 البكاء والذي يُعرف بأنه البكاء بدون دموع وانقباض تعابير الوجه في فترات العمل المحددة أو رفض الوقوف عندما يطلب منه ذلك.
تم تسجيل جميع جلسات تقييم التحليل الوظيفي بالفيديو، وقد تم استخدام ساعة توقيت أو مؤقت الهاتف لتحديد مدة الجلسات.
تم تعبئة النماذج الورقية بشكل يدوي.
تم جمع اتفاقية الملاحظين (Interobserver agreement (IOA لـ ٣٣٪ من الجلسات. تم حساب IOA بقسمة عدد الاتفاقات للملاحظين في المرحلة الأولى على عدد الاتفاقات للملاحظين في المرحلة الثانية بالإضافة إلى الاختلافات وضربها في ١٠٠. وأظهرت نتائج متوسط السلوك المشكل للـ (IOA) ٩٩.٠٪ عبر الظروف والجلسات (النطاق ٩٣.٣ – ١٠٠٪).
التدخل
المرحلة الأولى: مرحلة التقييم غير المباشر.
بعد تحديد وقت مناسب مع الأسرة تم عمل مقابلة التقييم الوظيفي المفتوحة (Open-Ended Functional Assessment Interview)، وقد قررت الأم الإجابة عن الاسئلة التي ستسألها الباحثة الأولى الحاصلة على شهادة محلل السلوك المعتمد® (BCBA®) وبرفقتها الباحثة الثانية وتتضمن المقابلة معلومات أولية عن الحالة كما في الشكل ( أ ) اسم الطفل والشخص الذي يجري المقابلة والمجيب وعلاقته بالطفل بالإضافة إلى معلومات عامة عن الحالة كالعمر وتاريخ الميلاد والجنس والمهارات اللغوية والأنشطة المفضلة لدى الطفل. ومن ثم وصف القدرات الخاصة بسارة والتي ذكرت الأم أن لديها مهارات إستكشاف الألعاب الموجودة في البيئة وتنوع في الانتقالات بين الألعاب ولكن دون إرجاع الشيء إلى مكانه. بالنسبة إلى مهارات اللعب من خلال التفاعل مع الأشخاص لاتقوم بمشاركة الأنشطة مع الآخرين ضمن المجموعات الصغيرة أو الكبيرة. وتفضل سارة اللعب بالألعاب الصغيرة مثل السيارات والمكعبات، كما أنها تفضل مشاهدة التلفاز والاستمتاع بأغاني الأطفال واللعب بالفقاعات الصابونية، تفضل سارة أكل العنب والبرتقال.
وذكرت الأم فيما يخص المشكلات السلوكية ظُهور سلوك البكاء وقد يتفاقم هذا السلوك ليصل لظهور سلوك إيذاء النفس بضرب رأسها على الأرض، وهذا أكثر سلوك يُقلقها ضرب الرأس على الأرض. وذلك لعدة أسباب أهمها إيذاء نفسها بالإصابات مما يعيق إندماجها وتفاعلها مع المجتمع وتدريبها.
وتحدد الأم المثيرات القبلية أو الأوضاع التي يظهر بها السلوك وهي عند رفض طلباتها أو في حال انتهاء وقت اللعب والطلب منها التوقف من نشاط معين. كما تذكر الأم بأنها تواجه صعوبة عند عند مقاطعة نشاطها المفضل أو إعطائها التعليمات للقيام بشيء معين. كما ذكرت الأم أن المشكلة السلوكية تحدث عندما يبدو لطفلتي عندما أريد منها الخروج والانتقال من البيئات وهي تريد البقاء فيها أيضا عندما يأخذ شخص معززاتها أو جزء منها. وتذكر الأم بأنها تتصرف في حال ظهور السلوك بالنظر مطولاً للطفلة و قول لا لنفعل ذلك النشاط، ولكي تقوم بجعلها تهدأ تقدم لها ما تريد عن طريق جعلها تستمر بالنشاط بالفترة التي ترغب بها.
ولكي تقوم بتخفيف المشكلة السلوكية تُتيح لها فترات طويلة من المعززات لتهدئتها، أيضا يتم حملها للانتقال بسرعة، ومحاولة تجنب رفض طلباتها. وتوضح الأم بأن الطفلة تقوم بذلك لإيصال رسالة لا أريد أن أقوم بالتعليمات البسيطة وذلك لقضاء وقت أكثر في متابعة النشاط المفضل، أيضا لا أريد تسليم او مقاطعة النشاط أو الشيء المعزز ، أريد أن أحصل على أي شيء حتى إن لم يكن من ممتلكاتي. كما تبدي الأم رأيها بأن ذلك السلوك يحدث بسبب الحصول على ما تريد من الألعاب والأنشطة المحببة، الهرب من المهام وأثناء إعطاء التعليمات والأوامر .
المرحلة الثانية: مرحلة التقييم المباشر.
بعد الانتهاء من مقابلة الأم بدأت الباحثة الأولى والباحثة الثانية بالتحضير لإجراء تقييم التحليل الوظيفي (Functional Analysis (FA، حيث كان التقييم في غرفة مساحتها (2 م في 3 م )، واحتوت الغرفة على طاولة وكرسيين ومواد أخرى ذات صلة بما سيتم ملاحظته، وتم توفير الأنشطة المفضلة للطفلة سارة بناء على المقابلة التي تم إجراؤها مع الأم والتي مثلت المشكلة السلوكية الأشد (R1) ضرب الرأس على الأرض والسلوك الأقل شدة (R1) البكاء، كما تم تجهيز نموذج القياس والبدء بإجراءات التقييم واستمر التقييم لمدة 15 دقيقة.
وأثناء التطبيق لتقييم التحليل الوظيفي تم تهيئة البيئة التي سيتم فيها تطبيق التقييم لتكون بيئة خالية من المشتتات، وتحتوي على جميع معززات سارة وهي (سيارات – مكعبات – فقاعات صابونية)، أولاً تم كتابة المعلومات الأساسية في نموذج التسجيل والتي تتمثل في ( اسم الحالة – اسم الأخصائي والمشرف عليه – السلوك الأشد R1 والسلوك الأقل شدة R2). من ثم تم تقسيم الوقت إلى فواصل زمنية محددة (٣٠ ثانيه)، وبدأ التقييم حيث بدأت سارة تتفاعل مع المعززات الموجودة في البيئة لمدة ٥ دقائق وهي فترة المرح HRE) Happy, relaxed, and engaged)، حيث يفترض أن تكون سارة سعيدة ومسترخية ومتفاعلة، وفي هذه الخطوة لا تعطي الباحثة الثانية توجيهات خلال هذه الفترة الزمنية فقط تكتفي بالملاحظة وقد تشارك الباحثة الثانية في اللعب إذا كان سارة تفضل ذلك ويتم تسجيل البيانات كما في الشكل (ب).
وكان من المقرر في حال ظهور السلوكيات غير المرغوبة في فترة المرح يتم التوقف عن التطبيق وإعادة تطبيق تقييم تحليل الوظيفي مرة أخرى في وقت آخر ، ولكن الطفلة سارة لم تظهر سلوكيات غير مرغوبة في هذه الفترة.
بعد خمس دقائق يتم الانتقال من مرحلة فترة التعزيز المركب SR) Synthesized reinforcement) إلى مرحلة EO ومن هنا يتم الانتقال في نموذج التسجيل للخط المحدد لعملية التأسيس EO) Establishing operation) وفي كل مرة يتم الطلب من سارة التوقف لأداء مهمة وظهور السلوك يتم الصعود بالخط للأعلى وفي حال ظهر السلوك الأشد وهو ضرب الرأس على الأرض يصعد الخط للـ R1 وفي حال ظهور السلوك الأقل شدة وهو البكاء يصعد الخط للـ R2 كما هو موضح في الشكل (ج).
كما أنه في حال ظهر سلوك سارة سيتم إرجاعها لمرحلة الـ SR وفي حال عدم ظهور السلوك يتم العمل معها لمدة 30 ثانية وإرجاعها لمنطقة التعزيز المركب (SR)، كما أن الباحثة الثانية ركزت في حال حدوث السلوك من الطفلة سارة خمسة مرات متتالية سيتم إيقاف التقييم، وبعد مرور 15 دقيقة أنتهى التقييم وأظهرت سارة المشكلة السلوكية في خمسة مواضع كما في الشكل (د).
المرحلة الثالثة: مرحلة العلاج SPB) Severe problem behavior).
١/ التدريب على التواصل الوظيفي FCT) Functional communication training)
بعد الحصول على نتائج تقييم التحليل الوظيفي ومعرفة وظائف السلوك المحتملة والتي تمثلت في الهروب من المهام والحصول على الشيء المرغوب تم البدء في مرحلة التدخل العلاجي. تتضمن المرحلة العلاجية البدء بالتدريب على التواصل الوظيفي حيث تم تحديد استجابة تواصل بديل وكذلك إعداد بيئة مناسبة للتدريب تحتوي على منطقة التعزيز المركب (SR) للطفل ومنطقة لعملية التأسيس للعمل على المهام (EO). وتتضمن إجراءات التدريب على التواصل الوظيفي ثلاث مراحل :
أ/ استجابة التواصل الوظيفي البسيط Functional communicative response simple
(FCRs)
في هذه المرحلة تم تحديد استجابة تواصل وظيفية تتمثل في استخدام كلمة (دوري) لكي تخدم وظيفة المشكلة السلوكية المتمثلة في الهروب من المهام والحصول على الشيء المرغوب، أثناء التدريب تم البدء بإعداد بيئة تدريب مناسبة وتحتوي على منطقة التعزيز المركب (SR) للطفل ومنطقة لعملية التأسيس للعمل على المهام (EO). بداية سير الجلسة تتم إتاحة الوصول لسارة لمنطقة التعزيز المركب والتي تحتوي على معززات سارة (سيارات – بابلز – مكعبات) وعند اندماجها في اللعب قامت الباحثة الثانية بإيقاف النشاط وحجب الوصول له مع توجيه عبارة (وقت العمل)، انخرطت سارة في البكاء وقامت الباحثة الثانية بتلقينها كلمة دوري وعند استخدام سارة كلمة دوري تم إعادة النشاط وإتاحة الوصول له مرة أخرى. وتم تكرار المحاولات التدريبية عشر مرات خلال جلسة واحدة.
استمر التدريب لهذه المرحلة لمدة خمس أيام متتالية وتم إتقان هذه المرحلة بعد ظهور خمس استجابات صحيحة بشكل مستقل.
ب/ استجابة التواصل الوظيفي المتوسط Functional communication response intermediate (iFSR
في هذه المرحلة تم الانتقال لتحديد استجابة تواصل وظيفي متوسطة وتمثلت في استخدام سارة كلمة (دوري) وعند سؤالها ماذا تريدين؟ تستجيب سارة بالرد (اسم المعزز).
ببداية سير الجلسة تتم إتاحة الوصول لسارة لمنطقة التعزيز المركب والتي تحتوي على معززات سارة (سيارات – بابلز – مكعبات) وعند اندماجها في اللعب قامت الباحثة الثانية بإيقاف النشاط وحجب الوصول له مع توجيه عبارة (وقت العمل)، قامت سارة باستخدام كلمة (دوري) وقامت الباحثة الثانية بسؤالها ماذا تريدين؟ مع تلقينها اسم المعزز بابلز، بتلقينها كلمة دوري وعند استخدام سارة كلمة دوري تم إعادة النشاط وإتاحة الوصول له مرة أخرى. وتم تكرار المحاولات التدريبية عشر مرات خلال جلسة واحدة.
استمر التدريب لهذه المرحلة لمدة خمس أيام متتالية وتم إتقان هذه المرحلة بعد ظهور خمس استجابات صحيحة بشكل مستقل.
ت/ استجابة التواصل الوظيفي المعقد Functional communicative response complex FSRc)
تم الانتقال للمرحلة المتوسطة (iFCR) والتي أصبحت فيها سارة تستخدم كلمة ( دوري ) وسؤالها ماذا تريد وتستجيب بالرد: ( بابلز ) ويتم تعزيز هذه المحاولات وتقديم المعزز بشكل فوري وبعد إتقانها هذه الخطوة 5 محاولات صحيحة، تم الانتقال بشكل تدريجي إلى الخطوة الأكثر تعقيداً (cFCR) فيُطلب في هذه المرحلة من سارة استخدام المحاولات السابقة بالاضافة إلى زيادة تركيب الجمل المستخدمة: تطلب سارة باستخدام كلمة “دوري” فتجيب الباحثة الثانية: ماذا تريدين؟ فتجيب بـ “أريد الكرة”.
تسجيل البيانات :
يتم تسجيل البيانات في ورقة جمع البيانات المخصصة والمبنية على معايير قياس محددة تعتمد على نموذج يحدد مستوى جهد الاستجابة لكل محاولة (بسيط – متوسط – مُعقد ) ويرمز للمحاولات المستقلة (I)، كذلك يتم توضيح تقديم المساعدة حيث يتم ترميزها بـ( P ) كذلك في حال ظهور المشكلة السلوكية يتم تسجيلها ويرمز لها R1 أو R2 بناءاً على السلوكيات التي تم تحديدها في المقابله، ويرمز R1 إلى السلوك الأكثر حدة و R2 الى السلوك الأقل حدةً.
٢/ التدريب على تقبل الرفض:
بعد إتقان سارة للمرحلة الأولى من العلاج وهي طريقة التواصل الوظيفي تم البدء بالمرحلة الثانية من العلاج وهي تقبل الرفض، عندما تطلب سارة المعزز من الباحثة الثانية باستخدام كلمة دوري تقوم الباحثة الثانية بتعزيز سارة على سؤالها بالطريقة التي تم تعلمها مسبقاً بقولها ( شكراً لسؤالك لكن ليس الآن ) وعلى الطفلة أن تستجيب بعد ذلك بـ (حسناً) تعبيراً بموافقته على الرفض لفظياً أو بإشارة أو كلاهما معاً، ثم تقوم الباحثة الثانية بتعزيز ذلك عن طريق تقديم ما ترغب به الطفلة سارة
٣/ السلوك المناسب المبني على السياق (CAB) :
وهي المرحلة يتم فيها ضبط الأوامر وإيقاف النشاط القائم والتخلي عن جميع المعززات، وفي هذه المرحلة تم الاعتماد على استراتيجية التدريب على المحاولات المنفصلة، واستخدام المساعدات (النمذجة – المساعدة الجسدية – المساعدة اللفظية) في حال تطلب ذلك، كما أنها تختلف عدد المهارات من حالة إلى أخرى وذلك باختلاف طبيعة القدرات، من المهم جداً التأكد في هذه المرحلة أنه يتم التنويع في المحاولات المختلفة بحيث يمكن في المحاولة الأولى الاكتفاء بمرحلة FCRs وفي المحاولة الثانية يمكن تنفيذ ثلاثة مراحل FCR و مرحلة TR ومرحلة CAB1 وهكذا يتم الاستمرار ومن المهم التنويع في مراحل الـ CAB أثناء التدريب، كما أنه قد تختلف الأوضاع المكانية مع الحالات ويحبذ التغير في أماكن التدريب، ويعتمد إنتقال الطفلة سارة في هذه المراحل على تحقيق الطفلة سارة خمسة استجابات متتالية للطلب وتأدية المهمة دون ظهور المشكلة السلوكية.
المرحلة الأولى CAB 1
وقد تم تحديد مهارات تم إتقانها من قبل الطفلة سارة بحيث انه حددت استجابة لمهارة واحدة بسيطة وهي التقليد (التصفيق)، بحيث تم توجيه الطفلة سارة وذلك بعد إعطاءها وقت يتراوح من ٣ – ٥ دقائق في منطقة اللعب وتطلب الباحثة الثانية الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهمة (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهمة وتم إعادتها فوراً إلى منطقة اللعب.
المرحلة الثانية CAB 2
في هذه المرحلة تم تحديد استجابتين لمهارات تم إتقانها من قبل الطفلة سارة بحيث انه تم تحديد مهارة التقليد (التصفيق) وكذلك التسمية (سيارة)، طلبت الباحثة الثانية من الطفلة سارة الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهمة الأولى (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهمة يتم إعطائها بعد ذلك المثير التمييزي لأداء المهمة الثانية (ايش هذا؟) وقامت سارة بتأدية المهمة وتم إعادتها فورا إلى منطقة اللعب.
المرحلة الثانية CAB 3
وفي هذه المرحلة تم الاعتماد على استراتيجية التدريب على المحاولات المنفصلة، وقد تم تحديد ثلاثة استجابات لمهارات تم إتقانها من قبل الطفلة سارة بحيث انه تم تحديد مهارة التقليد (التصفيق) وكذلك التسمية (سيارة) وكذلك المطابقة (صورة سيارة مع سيارة)، بحيث تطلب الباحثة الثانية من الطفلة سارة الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهمة الأولى (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهمة، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهمة الثانية (ايش هذا؟)، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهمة الثالثة (طابقي؟) . وقامت سارة بتأدية المهمة وتم إعادتها فورا إلى منطقة اللعب.
المرحلة الرابعة CAB 4
وفي هذه المرحلة تم الاعتماد على استراتيجية التدريب على المحاولات المنفصلة، وقد تم تحديد خمسة عشر استجابة لمهارات تم إتقانها من قبل الطفلة سارة بحيث انه تم تحديد مهارة التقليد (التصفيق، لمس الرأس، لمس العين، لمس الأذن، رفع اليدين) وكذلك التسمية (سيارة، كورة، بابلز، ايباد، ألوان) وكذلك المطابقة (سيارة، أسد، فراولة، كورة، تفاح)، بحيث تطلب الباحثة الثانية من الطفلة سارة الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهام الأولى (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهام لمجال التقليد، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثانية (ايش هذا؟) لمجال التسمية، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثالثة (طابقي؟) لمجال المطابقة. وقامت سارة بتأدية المهام الخمسة عشر وتم إعادتها فورا إلى منطقة اللعب. للانتقال للمرحلة القادمة حققت سارة خمسة استجابات متتالية للطلب وتأدية المهمة دون ظهور المشكلة السلوكية.
المرحلة الخامسة CAB 5
وفي هذه المرحلة تم الاعتماد على استراتيجية التدريب على المحاولات المنفصلة، وقد تم تحديد خمسة عشر مهمة تتضمن خمسة مهمات جديدة للطفلة سارة. بحيث انه تم تحديد مهارة التقليد (التصفيق، لمس الرأس، لمس العين، لمس الأذن، رفع اليدين) وكذلك التسمية (سيارة، كورة،بابلز، ايباد، ألوان) ، وتمت إضافة خمسة مهمات جديدة على الطفلة سارة تمثلت في تصنيف الألوان (أحمر، أزرق، أخضر، أصفر، برتقالي) بحيث تطلب الباحثة الثانية من الطفلة سارة الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهام الأولى (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهام لمجال التقليد، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثانية (ايش هذا؟) لمجال التسمية، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثالثة الجديدة (صنفي؟) مع تقديم المساعدة للمهمات الجديدة حسب احتياج الطفلة. وقامت سارة بتأدية المهام الخمسة عشر وتم إعادتها فوراً إلى منطقة اللعب.
المرحلة الخامسة CAB 6
وفي هذه المرحلة تم الاعتماد على استراتيجية التدريب على المحاولات المنفصلة، وقد تم تحديد خمسة عشر مهمة تتضمن سبعة مهمات جديدة للطفلة سارة. بحيث أنه تم تحديد مهارة التقليد (التصفيق، لمس الرأس، لمس العين، لمس الأذن) وكذلك التسمية (سيارة، كورة، بابلز، ايباد) وتمت إضافة سبعة مهمات جديدة للطفلة سارة تمثلت في تصنيف الألوان (أحمر، أزرق، أخضر، أصفر، برتقالي، بني، أسود) بحيث تطلب الباحثة الثانية من الطفلة سارة الانتقال من منطقة اللعب إلى منطقة العمل وإعطائها بشكل فوري المثير التمييزي لأداء المهام الأولى (سوي كذا) وقامت سارة بتأدية المهام لمجال التقليد، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثانية (ايش هذا؟) لمجال التسمية، بعد ذلك تم إعطاء المثير التمييزي لأداء المهام الثالثة الجديدة (صنفي؟) مع تقديم المساعدة للمهمات الجديدة حسب احتياج الطفلة. وقامت سارة بتأدية المهام الخمسة عشر وتم إعادتها فوراً إلى منطقة اللعب.
النتائج
توصلت نتائج الدراسة إلى فاعلية استخدام برنامج قائم على التقييم العملي الوظيفي والعلاج القائم على بناء المهارات لخفض سلوك المشكلة الحادة. حيث تبين أن التدخل أعطى نتائج أدت إلى انخفاض في سلوك المشاركه بالدراسة (سارة) والجدير بالذكر أن البيانات التي تم تسجيلها خلال فترة البرنامج لوحظ اكتساب المشاركة مهارات تتضمن تقبل الرفض والأنتظار لفترات أطول قبل الحصول على المعززات، كما أنها بدأت تكتسب مهارات جديدة من خلال خطة اكتساب المهارات.
للإطلاع على المزيد من المصادر:
فعالية البرنامج القائم على التقييم الوظيفي المبني على المقابلة وعملية بناء المهارة
كتابة: أ.ملاك العنزي – أخصائي تحليل سلوك تطبيقي – مركز التميز للتوحد و أ.بشائر شاجري- أخصائي تحليل سلوك تطبيقي – مركز التميز للتوحد .
مراجعة: أ. ياسر القيسي – أخصائي تحليل سلوك تطبيقي – مركز التميز للتوحد
