ظهرت العديد من المحاولات والتدخلات العلاجية المقدمة للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد(ASD) والتي انبثقت من فلسفات مختلفة. وتشمل هذه المحاولات العديد من التدخلات السلوکية والتدخلات النمائية والتدخلات السلوکية المعرفية.(عبد القادر، محمد، الغنيمي،2010) ، وتعتمد التدخلات المقدمة للأفراد من ذوي اضطراب التوحد على نتائج أدوات التقييم المستخدمة معهم.
وتختلف تلك الأدوات باختلاف مجال المختص والخدمة المقدمة ، ومن أشهر المجالات التي تقدم خدمات تدخل علاجية لذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) هي : تحليل السلوك التطبيقي ، العلاج الوظيفي ، النطق والتخاطب . فجميعها تعمل بصورة ديناميكية مكملة لبعضها البعض لتحسن من جودة ونوعية حياة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD) .
كما نلاحظ وجود فرق شاسع بين عمليتي التقييم و التشخيص متعدد التخصصات ، فالتشخيص هو تحديد و معرفة طبيعة الأعراض والعلامات الموجودة للفرد مقارنة بمعايير تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) والمستند على الدليل الاحصائي الخامس للاضطرابات العقلية و التي غالبا ما تتطلب تعاوناً من فريق من متعدد التخصصات ويشمل : طبيب أطفال أو طبيب نفسي أطفال والأخصائيين النفسيين وأخصائيي النطق و التخاطب والعلاج الوظيفي . أما فيما يخص التقييم فهو إجراء هدفه الرئيسي التعرف على المهارات الموجودة في مخزون الفرد وهي المهارات المكتسبة مسبقاً ، والتعرف على نقاط الاحتياج ليتم وضع الخطة العلاجية الفردية بناءً عليها ،وكما هو متعارف عليه بأن كل فرد من ذوي اضطراب طيف التوحد متفرد باحتياجاته و قدراته وسماته الخاصة فيه .
ويعتبر التقييم هو الحجر الأساس لوضع الخطة العلاجية للفرد من ذوي اضطراب طيف التوحد والذي يحتم ضرورة إعادة التقييم بعد فترة معينة ، قد تتراوح من ٦ أشهر إلى سنة وذلك نتيجة للتغيرات من حيث تطور المهارات وعدمها بشكل مستمر .
يعتمد عادة تحليل السلوك التطبيقي على قياس السلوكيات المرغوبة و غير المرغوب بها من خلال مقاييس مختلفة تعتمد على ملاحظة الأداء الحالي لسلوك الفرد ، وذلك ينبثق من فلسفات تحليل السلوك التطبيقي التي تسعى لتعليم الفرد مهارات جديدة والحفاظ على استمرارية السلوكيات الجيدة ، وخفض السلوكيات غير مرغوب بها . ومن أمثلة أدوات التقييم في تحليل السلوك التطبيقي : تقييم معالم السلوك اللفظي VB-MAPP و نموذج دنفر للتدخل المبكر و مقياس تقييم مهارات اللغة الأساسية والتعلم ABLLS . فأدوات التقييم عديدة في تحليل السلوك التطبيقي تختلف باختلاف المجالات التي تقيسها والتي صممت على أساس يبين التطور النمائي للفرد ذو النمو الطبيعي ، كما أنها قد تختلف في طريقة وطبيعة التطبيق والمدة المستغرقة في التطبيق. فبعضها معقدة أكثر من غيرها ، وبالتالي تستغرق وقتا أطول . بالإضافة إلى اختلاف الأدوات المستخدمة أثناء تطبيق التقييم .
