يعد التلقين من أبرز الاستراتيجيات المستخدمة في نهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) في مساعدة الأفراد على تعلم المهارات وتنفيذ السلوكيات المستهدفة بشكل مستقل. يعتمد التلقين على تقديم مساعدة أو إشارات تشجع الفرد على إتمام مهمة معينة، بهدف تحسين قدراته السلوكية مع مرور الوقت. في هذا المقال، سنتناول مفهوم التلقين وأنواعه المختلفة وكيفية تطبيقه في سياق تحليل السلوك التطبيقي.
ما هو التلقين، وكيف يُستخدم في نهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA)؟
في نهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يُشير مصطلح “التلقين” إلى تقديم المساعدة أو الإشارات التي تُشجّع على إتمام مهارة معينة. يساعد التلقين الفرد على أداء مهمة معينة بشكل متكرر إلى أن يتعلم كيف ومتى ينفذها، لكن الهدف النهائي هو أن يُتقن الفرد المهارة ويؤديها بشكل مستقل في المواقف المناسبة دون الحاجة إلى تلقين أو تذكير. يعتبر التلقين من المُثيرات القبلية، أي أنها تُقدَّم قبل بدء السلوك. بعبارة أخرى، إذا كان الفرد ينفذ المهارة أو المهمة بالفعل، فلن تكون هناك حاجة لتقديم تلقين – رغم أن التعزيز الإيجابي قد يكون مناسبًا لتشجيع السلوك مستقبلاً.
أنواع التلقين تشمل:
- التلقين اللفظي: يتضمن إعطاء الفرد إشارة لفظية. مثال على ذلك هو إعطاء الحرف الأول للكلمة المطلوب تعلمها.
- التلقين بالإيماءة: أي نوع من الإيماءات مثل الإيماء بالرأس أو الإشارة إلى شيء.
- التلقين بالنمذجة: يتضمن قيام المعلم بأداء المهارة أولًا كمثال، ثم يطلب من الطالب تكرار المهمة أو المهارة.
- التلقين الجسدي الكامل: ويُعرف أيضًا باسم “المساعدة اليدوية الكاملة”، حيث يتم توجيه يدي الفرد جسديًا لإكمال المهارة.
- التلقين الجسدي الجزئي: لا يزال يقدم مساعدة موجهة، ولكن فقط عند الحاجة وبشكل جزئي.
- التلقين البصري: يتضمن استخدام صورة أو رسم أو فيديو أو أي نوع آخر من الإشارات البصرية أو المساعدات البصرية.
- التلقين المكاني: هو وضع الخيار أو الاستجابة الصحيحة بالقرب من العميل لتسهيل الاختيار الصحيح.
متى وكيف يتم استخدام التلقين؟
عند استخدام أسلوب التلقين من قِبل أخصائيي تحليل السلوك التطبيقي، يكون الهدف دائمًا هو استخدام أقل درجة من التلقين التي تؤدي إلى الاستجابة المطلوبة. تختلف أنواع التلقين وتكراره اعتمادًا على عدة عوامل، منها بيئة التدريب، مع الأخذ بعين الاعتبار دائمًا ما يتناسب مع احتياجات كل مستفيد بشكل فردي. في بعض الحالات، لا يُقدَّم التلقين إلا إذا قدّم المستفيد استجابة خاطئة، بينما في حالات أخرى، يُقدَّم التلقين إذا لم يُظهر الاستجابة الصحيحة خلال فترة زمنية محددة.
لإجراء التلقين، يبدأ الأخصائي أولاً بتحديد السلوك المستهدف، ثم يحدد أنواع التلقين المناسبة له. الترتيب المعروف لعملية التلقين والتقليل التدريجي يكون كالتالي:
- التلقين الخفيف التدريجي (التلاشي) → التعزيز → التلقين
التلقين والتخفيف التدريجي – التلاشي (Prompting and Fading)
يُعتبر التلقين من الاستراتيجيات الشائعة في نهج تحليل السلوك التطبيقي، وغالبًا ما يُستخدم إلى جانب استراتيجية “التخفيف التدريجي” أو الـ Fading. هاتان الطريقتان تعملان جنبًا إلى جنب:
- التلقين يُستخدم لتشجيع الاستجابات الصحيحة من خلال تقديم دعم خارجي.
- التخفيف التدريجي يعني تقليل هذا الدعم تدريجيًا كلما أصبح الطفل أكثر قدرة على تقديم الاستجابة الصحيحة بنفسه.
الهدف من التخفيف التدريجي هو منع اعتماد الطفل على التلقين لتنفيذ السلوك. وعندما يتم تطبيق كلا الاستراتيجيتين بشكل صحيح، يؤدي ذلك في النهاية إلى قيام الفرد بالسلوك بشكل مستقل تمامًا.
التلقين يعد من الأدوات الفعالة في نهج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) لتعليم الأفراد المهارات وتنفيذ السلوكيات بشكل مستقل. ومن خلال أنواع التلقين المختلفة، يستطيع الأخصائيون توفير الدعم اللازم للأفراد في مرحلة تعلم المهارات مع ضمان الانتقال التدريجي نحو الاستقلالية. يُعتبر التخفيف التدريجي أيضًا جزءًا أساسيًا من العملية، حيث يساهم في تقليل الاعتماد على التلقين وتحقيق النتائج المرجوة.
إليكم بعض المصادر المفيدة التي يقدمها مركز التميز للتوحد حول موضوع التلقين:
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Applied Behavior Analysis EDU. (n.d.). What is prompting, and how is it used in ABA therapy? https://www.appliedbehavioranalysisedu.org/what-is-prompting-and-how-is-it-used-in-aba-therapy/
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد