“ابننا البالغ من العمر 12 عامًا يعاني من اضطراب طيف التوحد وإعاقة ذهنية بسيطة ونوبات قلق شديدة تؤدي بنا إلى غرفة الطوارئ. الأصوات العالية هي الأسوأ – على سبيل المثال، جرس إنذار الحريق في المدرسة، والعواصف الرعدية، وفرقعة البالون، والألعاب النارية. مساعدتك ستكون محل تقدير كبير.”
اجابة اسئلة الأسبوع في قسم “هل لديك أسئلة؟” يجاوب عليها جودي ريفن وهي طبيبة نفسية إكلينيكية وأستاذة مساعدة في الطب النفسي وطب الأطفال في كلية الطب ومستشفى الأطفال بجامعة كولورادو في كولورادو في دنفر University of Colorado School of Medicine and Children’s Hospital Colorado, in Denver.أجرت الدكتورة ريفينن Reaven بحثًا حول فعالية العلاج السلوكي المعرفي للقلق لدى المراهقين من ذوي اضطراب طيف التوحد، بدعم من منحة بحثية من منظمة أوتيزم سبيكس Autism Speaks
ملاحظة المحرر: المعلومات التالية ليست معدة للتشخيص أو العلاج ولا يجب أن تحل محل الاستشارة الشخصية المناسبة، مع أخصائي رعاية صحية أو أخصائي سلوكي مؤهل.
شكرًا على السؤال الرائع، يبدو أن عائلتك تمر بوضع صعب للغاية. أعراض القلق وردود الفعل شائعة جدًا بين أفراد ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD). ويمكن أن تؤثر مع الأداء في المنزل والمجتمع والمدرسة.
على الرغم من أن رد فعل ابنك يبدو أكثر حدة من معظم الناس، إلا أن العديد من الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من مجموعة من المخاوف والرهاب والقلق. يمكن أن تتراوح هذه الأعراض من خوف شديد، على سبيل المثال، من العناكب أو الظلام إلى القلق المزمن بشأن ارتكاب الأخطاء أو التأخر.
لحسن الحظ، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن القلق لدى الأطفال والبالغين من ذوي اضطراب طيف التوحد يمكن علاجه تمامًا. في كثير من الأحيان، يتم مساعدة هؤلاء الأفراد من خلال نفس الاستراتيجيات أو الاستراتيجيات المشابهة التي تعمل جيدًا في علاج القلق لدى عموم الناس.
تشمل هذه الأساليب العلاج السلوكي المعرفي. إن الأساليب السلوكية المعرفية هي علاجات مثبته وقائمة على الأدلة والتي أصبحت المعيار الذهبي للعلاجات النفسية والاجتماعية للقلق. أظهرت أبحاثي وأبحاث زملائي فائدة تعديل الأساليب السلوكية المعرفية لتلبية الاحتياجات الخاصة لذوي اضطراب طيف التوحد.
من أين نبدأ؟
تصف عددًا من المخاوف التي قد تكون مرتبطة بالمشكلات الحسية. أوصي بأن تبدأ باستشارة أخصائي علاج وظيفي يمكنه تقييم ما إذا كانت حساسية ابنك الشديدة تجاه الأصوات جزءًا من اضطراب المعالجة الحسية . إذا كان الأمر كذلك، وكانت مخاوف ابنك ناتجة بشكل حصري عن المحفزات الحسية، فقد يكون من الأفضل معالجة أعراضه من خلال تدخل يركز على الحواس. يتلقى العديد من أخصائي العلاج الوظيفي المتخصصين في التوحد تدريبًا خاصًا في هذا المجال.
من الشائع أن يصبح الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد خائفين للغاية من المحفزات الحسية. ربما – مثل العديد من الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد – يواجه ابنك أيضًا صعوبة في إخبارك بما يخيفه. بدلاً من ذلك، قد يُظهر خوفه بتجنب شديد للمواقف.
على سبيل المثال، قد يرفض الذهاب إلى المدرسة بعد إجراء تجربة انذار الحريق. قد يخشى حفلات أعياد الميلاد بعد أن أخافه بالون انفجر بشكل غير متوقع. يمكن أن تشمل علامات الضيق الشديد الأخرى الصراخ والبكاء والتشبث والانفعال العام، نظرًا لأن ابنك قد يواجه صعوبة في التواصل، فمن المهم ملاحظة سلوكه وملاحظة الضيق لأنه يمكن أن يساعدك في تحديد ما يثير مخاوفه.
التجنب مقابل التعلم على التكيف
يبذل العديد من الوالدين جهودًا كبيرة لحماية أطفالهم من خلال تجنب المواقف المزعجة . هذا النهج في بعض الأحيان مناسب وضروري. ومع ذلك، فإنه يحرم الأفراد من فرصة تعلم كيفية التكيف مع المواقف المزعجة بمفردهم.
من خلال مساعدة ابنك على تعلم إدارة خوفه، يمكنك إعداده لعالم لا يمكن التنبؤ به حتى يتمكن من المشاركة فيه إلى أقصى حد ممكن.
نظرًا لشدة أعراض القلق لدى ابنك، أقترح عليك طلب الدعم من قبل أخصائي بالإضافة إلى الاستراتيجيات المعروضة هنا. يمكن للعائلات التي يعاني أطفالها من أعراض قلق خفيفة تجربة هذه الاستراتيجيات بمفردهم – وطلب المساعدة من قبل مختص إذا تفاقمت الأعراض.
التعامل مع كل خوف بشكل منفصل في كل مره
أقترح وضع قائمة بالمخاوف والأشياء المقلقة الرئيسية لطفلك. حاول ترتيبها من الأخف إلى الأشد. لتعزيز النجاح، أقترح أن تبدأ بالمخاوف الخفيفة إلى المتوسطة قبل التعامل مع رد فعله الشديد على الأصوات العالية.
تشمل المكونات الرئيسية للنهج السلوكي المعرفي تقديم استراتيجيات التكيف مثل التنفس العميق و «الأفكار المفيدة» التي يمكن أن تساعد الشخص في إدارة مخاوف القلق.
على سبيل المثال، يمكنك تعليم ابنك أن يأخذ أنفاسًا بطيئة وعميقة للمساعدة في إدارة ردات فعله القلقية .
«الأفكار المفيدة» هي عبارات يمكن لابنك أن يقولها لنفسه عندما يواجه موقفًا يجعله قلقًا. على سبيل المثال، يمكنك تدريب ابنك ليقول، “هذه ضوضاء عالية. أنا لا أحب ذلك، ولكن يمكنني التعامل معها “.
لمساعدة ابنك على تعلم هذه الاستراتيجيات، أقترح عليك أن تقوم بتمثيل أخذ أنفاسًا عميقة بينما تكرر «فكرة مفيدة» بصوت عالٍ.
التعرض التدريجي
أهم خطوة هي مساعدة ابنك في مواجهة مخاوفه بشكل تدريجي. نسمي هذا «التعرض التدريجي». على سبيل المثال، اشرح لابنك أنكما ستستمعان إلى تسجيل صوت الرعد. في المرة الأولى، يمكنك تشغيل التسجيل بصوت منخفض، ثم تزيد تدريجيًا من الصوت مع مرور الوقت بمجرد أن يظهر راحة متزايدة تجاه الأصوات.
أو قد تحاول مشاهدة مقطع فيديو لفرقعة بالون مع ابنك- ربما بدون صوت في المرة الأولى. ثم يمكنه مشاهدة فرقعة بالون حقيقي وهو يقف على بعد مسافة. بمرور الوقت، يمكنه الاقتراب أكثر فأكثر من البالون.
بعد مثل هذه التمارين، يمكنك أن تقدم له مكافآت صغيرة لكونه شجاعًا و «يواجه مخاوفه». تذكر أن حتى فعل صغير من الشجاعة – مثل الاستماع إلى تسجيل للرعد لمدة 10 ثوانٍ – يمثل خطوة مهمة نحو التعامل مع المخاوف، ويجب أن يُقدر عليه.
على الرغم من أن التعرض المتدرج قد يبدو غير منطقي، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن هذه الاستراتيجية هي الإستراتيجية الوحيدة الأكثر فعالية للتغلب على خوف معين.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في الجلسات العلاجية لبرنامج العلاج الوظيفي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
ترجمة: أ. ابتسام بن سميدع –متدربة في قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد
مراجعة: أ. أحلام المسبحي – اخصائي ترجمة ومحتوى و د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتطوير – مركز التميز للتوحد