في السنوات الأخيرة، تزايدت بشكل ملحوظ البرامج والطرق التي تُقدَّم للأسر كـ “علاجات فعالة” للتوحد، ومعها ازدادت الحيرة والارتباك بين الأهل والممارسين. فبينما يَعِد البعض بـ “نتائج مذهلة” و“تحسن سريع”، تبقى الحقيقة العلمية واضحة: حتى اليوم، لا يوجد علاج طبي أو دوائي يشفي من اضطراب طيف التوحد. لكن هناك تدخلات مثبتة علميًا يمكنها أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد، متى ما تم تطبيقها بطرق صحيحة ومبنية على الأدلة.

️ الممارسات غير المبنية على الأدلة… بين الوهم والخطر
تنتشر عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأساليب التي يُروَّج لها كعلاجات “فعالة” أو “بديلة”، لكنها في الحقيقة لم تثبت علميًا. 
ومن أبرزها: 
- الأنظمة الغذائية الخاصة مثل الحميات الغذائية الخالية من الجلوتين أو الكازين والفيتامينات والعوامل المضادة للفطريات.
 
- العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
 
- العلاج بالاستخلاب (إزالة المعادن الثقيلة من الجسم).
 
- العلاج المناعي أو بالأعشاب، بل وحتى لدغات النحل والخلايا الجذعية.
 
- إضافة إلى ممارسات أخرى مثل الرقص، العلاج الدرامي، اليوغا، التدليك، الكي، التحفيز المغناطيسي، وتقويم العمود الفقري.
 
قد تبدو هذه الأساليب “جذابة” لأنها تحمل وعودًا سريعة، لكنها في الواقع باهظة الثمن، تستنزف الجهد والوقت، وقد تكون خطيرة والأهم أنها لم تُثبت فعاليتها في الدراسات العلمية الرصينة.
كيف تميّز بين العلاج الحقيقي والعلاج المضلِّل؟
عند سماعك عن طريقة علاجية جديدة، اسأل نفسك الأسئلة التالية
- هل يعد مروّج الطريقة بنتائج سريعة أو “شفاء تام”؟ 
احذر، فالأفراد من ذوي التوحد يستجيبون للتدخل بدرجات متفاوتة، ولا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. 
- هل يستند المروّج إلى قصص وتجارب فردية بدل الأدلة العلمية؟ 
العلاجات الحقيقية تُقاس بنتائج واضحة وموثقة، وليس بشهادات عاطفية و تزكيات شفهية أو مقاطع دعائية. 
- هل يدّعي أن الطريقة نفسها تشفي عدة اضطرابات وأمراض مختلفة؟ 
أي علاج يُقدَّم كحل شامل لكل شيء هو علامة خطر واضحة. 
التدخلات المثبتة علميًا: الطريق الآمن نحو التقدّم
الأبحاث العالمية تؤكد أن التدخلات السلوكية القائمة على الأدلة هي الأكثر فاعلية في دعم الأفراد ذوي التوحد، ومنها:
- التحليل السلوكي التطبيقي
 
- علاج اللغة والتخاطب
 
- العلاج الوظيفي
 
هذه التدخلات لا تعد بالشفاء السريع، لكنها تبني المهارات خطوة بخطوة وتساعد الطفل على التواصل، التفاعل، والاستقلالية.
التوحد ليس حالة تحتاج إلى “علاج سحري”، بل إلى فهم واحتواء واستراتيجيات علمية ممنهجة. 
الوعي هو خط الدفاع الأول ضد العلاجات المضللة، والاختيار المبني على الأدلة هو الطريق نحو نتائج حقيقية ومستدامة.  فلنمنح أطفالنا فرصة للنمو في بيئة آمنة ومدعومة بالعلم… لا بالوهم 
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
			
											
											
											
											
											
											
											
			
