- النشأة:
ولد براين إيواتا عالم النفس الشهير والباحث في مجال تحليل السلوك التطبيقي، في 20 أغسطس 1948 في سكوتش بلينز. نشأ مع والديه اللذين كانا معلمين، كان والده أستاذا لعلم النفس، بينما كانت والدته معلمة في مدرسة ابتدائية. أثناء نشأته، واكب بريان مجال علم النفس منذ صغره، مما وضع الأساس لحياته المهنية المستقبلية. وأثرت تجارب طفولة براين إيواتا وخلفيته العائلية بشكل كبير على مسار حياته المهنية. نشأ براين مع والدين كانوا منغمسين بعمق في مجال التعليم وعلم النفس، وتعرض للمناقشات والمحادثات المحيطة بتحليل السلوك منذ عمر مبكر. زاد هذا التعرض فضوله وجذب اهتمامه لفهم تعقيدات السلوك البشري. وطوال حياته المهنية ظل براين إيواتا ملتزما بتطوير مجال تحليل السلوك التطبيقي لصالح الأفراد ذوي الاضطرابات النمائية.
- التعليم:
حفز انجذاب براين إيواتا لفهم السلوك البشري إلى متابعة التعليم العالي في علم النفس بعد الانتهاء من تعليمه الثانوي، التحق في عام 1970 بالبكالوريوس بكلية لويولا، ماريلاند وقد كان تخصصه علم النفس، وأكمل في عام 1972مرحلة الماجستير من جامعة ولاية فلوريدا في تخصص علم النفس، وقد حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري/المدرسي من جامعة ولاية فلوريدا، تحت إشراف الدكتور جون بيلي وجاك مايكل. وقد قدمه الدكتور بيلي إلى تحليل السلوك وسكينر بعد دخوله كلية الدراسات العليا. ركز بحثه في المقام الأول على فهم وتطوير التدخلات الفعالة للحد من السلوكيات المشكلة الشديدة التي يظهرها الأفراد الذين يعانون من تأخر في النمو واضطرابات سلوكية، مثل إيذاء النفس والعدوان.
تم الاعتراف بإنجازات براين الأكاديمية على نطاق واسع، وحصل على العديد من الجوائز لمساهماته في مجال تحليل السلوك التطبيقي. أكسبته أبحاثه الرائدة ومناهجه المبتكرة في تحليل السلوك جوائز مرموقة، بما في ذلك جائزة B. F. Skinner للمساهمات المتميزة في تحليل السلوك التطبيقي وجائزة الترجمة العلمية من جمعية تحليل السلوك الدولية.
أبرز الانجازات الاكاديمية:
- حصل الدكتور إيواتا على منصب هيئة التدريس في جامعة ويسترن ميشيغان بعد تخرجه في عام 1974.
- تمت دعوته الدكتور إيواتا للانضمام إلى هيئة تحرير مجلة تحليل السلوك التطبيقي (JABA)، وفي نفس العام، تم اختياره ليكون محررًا مشاركًا في JABA. ومن اللافت للنظر أنه أصبح رئيس تحرير JABA بعد ثلاث سنوات.
- قبل منصبًا في هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز / معهد جي إف كينيدي في عام 1978.
- انضم الدكتور إيواتا إلى هيئة التدريس بجامعة فلوريدا في عام 1986، حيث كان يشغل في آخر أيامه منصب أستاذ متميز في علم النفس والطب النفسي.
- المؤلفات:
براين إيواتا كان عالمًا نفسيًا بارزًا في مجال تحليل السلوك التطبيقي (ABA) وقد قام بتأليف وتحرير العديد من الكتب والمقالات المهمة التي تناولت مجال تحليل السلوك التطبيقي (ABA). سنستعرض بعض كتبه البارزة:
- (1994) “Toward Functional Analysis of Self-Injury” :هذه المقالة البارزة تعتبر واحدة من أهم مؤلفات إيواتا. تناولت التحليل الوظيفي لسلوكية إيذاء النفس، وقدمت نهجًا جديدًا وفعّالًا لتقييم وعلاج هذا النوع من السلوكيات.
- “Behavioral Interventions for Young Children with Autism: A Manual for Parents and Professionals” (1996) تعاون في هذا الكتاب مع كاثرين ريتش. ويقدم الكتاب إستراتيجيات وأساليب عملية لمساعدة الآباء والمتخصصين في التعامل مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
- “Handbook of Applied Behavior Analysis” (2000) وشارك إيواتا في تحرير هذا الكتاب الذي يعد مرجعًا أساسيًا في مجال تحليل السلوك التطبيقي، حيث يقدم الكتاب نظرة شاملة حول المفاهيم والتقنيات المتعلقة بتحليل السلوك التطبيقي.
- “Functional Behavioral Assessment, Diagnosis, and Treatment: A Complete System for Education and Mental Health Settings” (2007) وقد قدم هذا الكتاب نظامًا كاملاً لتقييم السلوك وتشخيصه ومعالجته. كما يركز على الاستراتيجيات الفعّالة لمعالجة السلوكيات المختلفة في الإعدادات التربوية والصحية.
- “Behavior Analysis and Autism: Building a Future Together” (2018) و ركز هذا الكتاب على تحليل السلوك في سياق التوحد، حيث يتناول الأساليب المبتكرة والاستراتيجيات المستخدمة في التعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وتحسين جودة حياتهم.
وتمثل هذه الكتب جزءًا من إسهامات براين إيواتا الكبيرة في مجال تحليل السلوك التطبيقي (ABA) والتي كان لها التأثير الكبير في تحسين الفهم والمعالجة للتحديات السلوكية المختلفة التي يواجهها الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد.
- تلاميذه:
لم يكن تلاميذ براين ايواتا فقط من الطلاب جامعيين، كان لديه طلاب متخرجين من برامج الدراسات العليا. واصل عدد من الطلاب الجامعيين الذين أخذوا محاضرات براين ايواتا (دورة المختبر) العمل في المختبر للحصول على حقوق البحث أو كمساعدين باحثين مدفوعي الأجر. في كل عام، ينتقل العديد من هؤلاء الطلاب إلى برامج الدراسات العليا في تحليل السلوك أو إلى مناصب البحث السريري لاكتساب خبرة إضافية قبل التخرج.
- براين ايواتا وجريغ هينلي:
درس د. هينلي درجتي الماجستير والدكتوراه في جامعة فلوريدا حيث كان د. براين مشرفًا عليه في كلتا المرحلتين، حيث أكثر ما برز به د. هنلي – فضلًا على مجهوداته في حقل تحليل السلوك التطبيقي – هو إنشاء مؤسسة FTF Behavioral Consulting في عام 2019 والتي تهدف إلى تلبية طلب التقييم الوظيفي العملي للسلوك والتدريب على العلاج القائم على المهارات ودعم التنفيذ. وهو أحد السبل الفعالة في التطبيق لمعالجة السلوكيات غير المرغوب بها، ومن أهم الاعتبارات في هذا البرنامج هي أنها تركز على سلامة الفرد وتقوم بتنمية مهارات يتم تقبلها من قبل المجتمع وتركز على توافقها مع السلوك الإنساني.
ويتكون برنامج التقييم الوظيفي العملي والعلاج القائم على بناء المهارة من عدة خطوات وهي:
- مقابلة التحليل الوظيفي المفتوحة (interview-informed synthesized contingency analysis (IISCA
- التحليل الوظيفي والذي يسمى التقييم المباشر وهو يحدد لنا وظيفة السلوكيات غير المرغوب بها SBT&PFA وماهي الأكثر والأقل حدة مع توفير المعززات والأدوات التي سيتم العمل بها على البرنامج.
وفي مرحلة التدخل ببرنامج التقييم الوظيفي العملي والعلاج القائم على بناء المهارة، وبعد بناء الخطة التي ستكون قائمة على أساس المقابلة وتقييم التحليل الوظيفي متضمنة الأهداف بالبرنامج والتي سيتم تطبيقها على الحالة التي تعاني من سلوكيات غير مرغوب بها وعلى مستويات مختلفة بناءً على مستوى شدة السلوك المقصود والقدرات الفردية.
في عام 2003 عملا كلًا من د. ايواتا و د. هينلي إضافة إلى براندون ورقة بحثية بعنوان “التحليل الوظيفي للمشكلة السلوكية” والذي يركز على تحديد المتغيرات التي تؤثر على حدوث المشكلة السلوكية، حيث أصبحت سمة مميزة للمناهج المعاصرة لتقييم السلوك قبل ظهور أساليب التحليل الوظيفي للتقييم، عادةً ما يتم التعامل مع السلوك المشكلة عن طريق فرض حالات طوارئ تعسفية قوية من التعزيز أو العقاب على مصادر تعزيز السلوك المشكلة الموجودة، ولكن غير المعروفة غالبًا. وعلى نقيضها وعن طريق تحديد التدخلات يمكن تغيير العواقب ذات الصلة والمثيرات التمييزية المرتبطة بها (SDs) وتأسيس العمليات (EOs) لتقليل المشكلة السلوكية. في جوهرها، أعادت منهجية التحليل الوظيفي التأكيد على أهمية البحوث التطبيقية في المساهمة في فهم مسببات السلوك كأساس لتحديد التدخل الفعال. وبالعودة إلى جذور تحليل السلوك تطبيقي، نجد أن أول من أستخدم على مصطلح التحليل الوظيفي للإشارة إلى البراهين التجريبية لـ«علاقات السبب والنتيجة» بين البيئة والسلوك هو العالم سكينر في عام 1953 حيث تم توسيع هذا المصطلح من قِبل محللي السلوك وعلماء النفس ليصبح فضاضًا يضم تحته لوصف مجموعة واسعة من الإجراءات والعمليات التي تختلف في العديد من الطرق المهمة. (FUNCTIONAL ANALYSIS OF PROBLEM BEHAVIOR: A REVIEW, 2003)
- الوفاة:
توفي العالم براين ايواتا في اليوم السابع من اكتوبر لهذا العالم 2023 عن عمر يناهز الخامسة والسبعون عاماً.
مقابلة مع براين إيواتا:
- يمكنك مشاهدة المقابلة بالضغط هنا.
وقد ذكرنا سابقاً ان من أبرز المقالات التي عمل عليها د. براين ايواتا واخرون في عام (1994) مقال بعنوان “نحو تحليل وظيفي لإيذاء النفس” وهنا نلخص لكم ما تضمنته هذه المقالة: المقدمة:
هذه المقالة البارزة تعتبر واحدة من أهم مؤلفات إيواتا تناولت التحليل الوظيفي لسلوكية إيذاء النفس، وقدمت نهجًا جديدًا وفعّالًا لتقييم وعلاج هذا النوع من السلوكيات والذي يعد مساهمة كبيرة في مجال تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، حيث إنه قدم واحدة من أولى العروض التجريبية للعلاقة الوظيفية بين السلوك المؤذي للنفس (SIB) والأحداث البيئية.
منهجية الدراسة:
حيث استخدم المؤلفون منهجية فعالة لتقييم آثار أربع متغيرات مستقلة على : (1) سلوك إيذاء النفس للفت الانتباه (الاهتمام)، (2) الطلب (الهروب)، (3) اللعب غير المقيد (المادي) و(4) ذاتي (تلقائي).
المشاركون:
كان المشاركون تسعة أطفال يعانون من إعاقات في النمو والذين أظهروا سلوك إيذاء النفس (SIB).
تعرض كل مشارك لسلسلة من الظروف التي تختلف في وجود أو عدم وجود كل من هذه المتغيرات.
النتائج:
وأظهرت أنه بالنسبة لستة مشاركين من التسعة، كان سلوك إيذاء النفس مرتبطً باستمرار تحفيز محدد، على سبيل المثال، ازاد تأثير الأثر الاجتماعي لطفل واحد عندما كانت طلبات المجرب عالية، في حين زاد تأثير الأثر الاجتماعي لطفل آخر عندما كانت مواد اللعب غير متوفرة.
فسر المؤلفون هذه النتائج على أنها تشير إلى أن تأثير الأثر الاجتماعي غالبًا ما يتم الحفاظ عليه من خلال بيئة المحددة، وأن التباين في تأثير الأثر الاجتماعي قد يكون دلالة لميزات مميزة للبيئة الاجتماعية و/أو المادية.
المناقشة:
ناقش ايواتا وآخرون أيضًا النتائج التي توصلوا إليها في ضوء الفرضيات المقترحة مسبقًا لتحفيز سلوك إيذاء النفس.
وأشاروا إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تتفق مع الفرضية القائلة بأنه يمكن الحفاظ على تأثير الأثر الاجتماعي من خلال مجموعة متنوعة من المعززات، بما في ذلك الهروب من المطالب، والانتباه، والتحفيز الحسي. وخلص المؤلفون إلى ذلك من خلال التأكيد على أهمية التحليل الوظيفي في اختيار العلاجات المناسبة لسلوك إيذاء النفس.
ورأوا أنه من خلال تحديد العوامل البيئية المحددة التي تحافظ على تأثير الأثر الاجتماعي، يمكن للأطباء تطوير واستهداف تدخلات أكثر فعالية.
الآثار المترتبة على الممارسة
أبرز النتائج:
أولا، تم تسليط الضوء على أهمية النظر في السياق البيئي عند تقييم وعلاج الأثر الاجتماعي.
ثانيًا، اقترحوا أنه يمكن استخدام التحليل الوظيفي لتحديد الحالات البيئية المحددة التي تحافظ على تأثير الأثر الاجتماعي.
أخيرًا، أكدوا على أن علاج اضطراب الأثر الاجتماعي يجب أن يكون مصممًا وفقًا للاحتياجات الفردية للعميل والعوامل البيئية المحددة التي تحافظ على السلوك.
المراجع:
https://www.abainternational.org/constituents/bios/brianiwata.aspx
Iwata, B. A., Dorsey, M. F., Slifer, K. J., Bauman, K. E., & Richman, G. S. (1994). Toward a functional analysis of self‐injury. Journal of applied behavior analysis, 27(2), 197-209.
Fisher, W. W., & Iwata, B. A. (1996). On the function of self-restraint and its relationship to self-injury. Journal of Applied Behavior Analysis, 29(1), 93.
Hanley, G. P., Iwata, B. A., & McCord, B. E. (2003). Functional analysis of problem behavior: a review. Journal of applied behavior analysis, 36(2), 147–185. https://doi.org/10.1901/jaba.2003.36-147
Curriculum Vitae. 2014. Gregory P. Hanley from https://wne.edu/faculty-and-staff/cv/GHCV_10_14.pdf
Dr. Brian Iwata. 2014. University of Florida from https://people.clas.ufl.edu/iwata/personal-information/abbreviated-curriculum-vitae/
College of Liberal Arts and Sciences. From https://people.clas.ufl.edu/iwata/personal-information/abbreviated-curriculum-vitae/
(Practical Functional Assessment Understanding Problem Behavior to its Treatmen, 2020)
Fahmie, T. A., Iwata, B. A., & Mead, S. (2016). Within-subject analysis of a prevention strategy for problem behavior. Journal of Applied Behavior Analysis, 49(4), 915–926. https://doi.org/10.1002/jaba.343
Maurice, C. E., Green, G. E., & Luce, S. C. (1996). Behavioral intervention for young children with autism: A manual for parents and professionals. Pro-ed.
Austin, J., & Carr, J. (Eds.). (2000). Handbook of applied behavior analysis. New Harbinger Publications.
Cipani, E., & Schock, K. M. (2007). Functional behavioral assessment, diagnosis, and treatment: A complete system for education and mental health settings.
كتابة: أ.بشاير شاجري ، أ.مرام الحربي ، أ.روان عبدالسلام ، أ.غدير عبدالله ، أ.هيا الحريص ، أ.رغد القحطاني ، أ.نورة القحطاني ، أ.غادة المطيري ، أ.أثير العصفور ، أ.الهنوف البواردي ، أ.بشاير العويرضي ، أ.سلمى ادريس. – أخصائيين في قسم تحليل السلوك التطبيقي – مركز التميز للتوحد
مراجعة: أ.نهى المرزوق – رئيس قسم تحليل السلوك التطبيقي – مركز التميز للتوحد
