كتابة: بث روش Beth Rush
تاريخ النشر: 30 أبريل 2025
الأطفال من ذوي التوحد يستحقون فرصًا متكافئة في الوصول إلى أساليب تعليمية عادلة وفعالة. ومن الاستراتيجيات المجدية في هذا السياق، تقديم الدعم القائم على نقاط القوة. لكل شاب من ذوي التوحد نقاط قوة فريدة يمكن أن تساعده على النجاح في المدرسة، وفي العلاقات، وفي حياته اليومية. ويتيح النهج القائم على نقاط القوة فرصة للنمو والتعلم تُبنى فيها الثقة بالنفس بالتوازي مع تطوير المهارات الجديدة. وبصفتك أحد الوالدين، فإن فهمك لنقاط القوة لدى ابنك أو ابنتك والأهتمام بها يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في حياته. إليك ست طرق لإبراز هذه النقاط وتمكينهم من بناء مستقبلهم.
1. تحديد الشغف وتنميته
ذكّر ابنك أو ابنتك بنقاط قوتهم واثنِ عليها. إذا كانوا مهتمين بنشاط معين، أشِر إلى قدرتهم على التركيز. وعندما يظهرون الصدق في قول الحقيقة، نبههم إلى قيمة هذا السلوك. مع مرور الوقت، سيبدأون بتقدير خصائصهم الفريدة.
2. تشجيع الاستقلالية
الانتقال من مرحلة المراهقة إلى الشباب قد يكون تحديًا كبيرًا، ويشعر أحيانًا وكأن الشخص يسلك طرقًا غير معروفة.غالبًا ما يعاني الشباب من ذوي التوحد من ما يسمى بـ”متلازمة الفشل في الاستقلال”، إذ تشير الأبحاث إلى أن ما بين 30% إلى 80% من البالغين المصابين باضطراب طيف التوحد لا يزالون يعيشون مع والديهم.لتشجيع الاستقلالية، ابدأ بتعليم المهارات الأساسية. قدم دعمًا قائمًا على نقاط القوة من خلال تحديد ما يُجيده ابنك أو ابنتك والبناء عليه. مثلًا، إذا كانوا يحبون إعداد الطعام، يمكنك تعريفهم بوصفات جديدة تشجع على الأكل الصحي.
الحياة مليئة بالمواقف غير المتوقعة، وقد يكون التعامل معها صعبًا للغاية على الأشخاص من ذوي التوحد. يمكنك تمثيل حصول مواقف غير جيدة وتقديم حلول مقترحة، مثل: التأخر عن العمل. دعم اهتمامات طفلك قد يكون صعبًا أحيانًا، فبينما من المهم تنمية نقاط قوته، من المناسب أيضًا تقديم تحديات صغيرة تساعده على تحمل المواقف غير المألوفة. تحقيق التوازن بين تنمية الاهتمامات واكتساب المهارات الجديدة أمر مهم أثناء الانتقال لمرحلة الشباب. مثلًا، إذا كان لا يحب غسل الملابس، يمكنكما البدء بغسلها معًا حتى يشعر بالراحة مع المهمة. لا تنسَ تعزيز المرونة وتقديم كلمات التشجيع بين الحين والآخر.
3. إشراك الشخص في مجتمعات جديدة
قد تكون المواقف الاجتماعية صعبة على الأفراد من ذوي التوحد. فقد يواجهون صعوبات في التواصل البصري، وفهم الإشارات الاجتماعية، والتعامل مع المزح. لكن هناك طرق كثيرة لتحسين مهارات التواصل لديهم. فكّر في تعريف ابنك/ابنتك على أشخاص يشاركونه نفس الاهتمامات. فمشاركة هوايات مشتركة يمكن أن تُسهّل عليهم الحديث مع الآخرين خارج المنزل. شجّعهم على الانضمام لمجتمعات عبر الإنترنت أو في الواقع بناءً على اهتماماتهم. فمثلًا، إذا كانوا يجيدون التواصل عبر الدردشة النصية، يمكنهم الانضمام لمجموعة إلكترونية تتيح لهم التعبير عن أنفسهم براحة أكبر.
4. تقديم أنشطة لتخفيف القلق
حوالي 40% من الأطفال من ذوي التوحد يعانون من اضطرابات القلق، ما قد يزيد من حدة أعراض التوحد. ومن المهم أن يمتلك الشباب من ذوي التوحد مهارات للتعامل مع التحديات الحياتية، خصوصًا في ظل وجود القلق. تعليمهم مهارات عملية لإدارة القلق يمكن أن يعزز ثقتهم بأنفسهم ونقاط قوتهم. جرب هذه الاستراتيجيات:
- التمثيل التفاعلي: تمرّنوا على مواقف من الحياة الواقعية لبناء الثقة.
- أنشطة حسّية: وفر بيئة مريحة وخالية من المشتتات و الألعاب الحسية.
- النشاط البدني: المشي البسيط يمكن أن يخفف القلق.
- لوحة الأهداف المرئية (Vision Board): شجعهم على ملء لوحة بصور تمثل قدراتهم مع عبارات تحفيزية مثل “أنا شجاع” أو “أنا طباخ رائع”، لتقوية الطاقة الإيجابية في يومهم.
5. توفير فرص لتطوير المهارات
سجّل ابنك أو ابنتك في دورات تساعدهم على تنمية مهاراتهم أو تعلم مهارات جديدة. مثلًا، يمكن أن تتيح لهم دروس التمثيل التفاعل مع أقرانهم وتخفيف التوتر. أنشطة المحاكاة (Role Play) تساعدهم على فهم السلوكيات المتوقعة وغير المتوقعة في مواقف محددة، كالمقابلات الوظيفية الأولى. طريقة فعالة أخرى لتنمية الكفاءة هي اصطحابهم للتسوق. قسّم قائمة المشتريات حسب نوع المنتج، وعرّفهم على الأقسام المختلفة، ودعهم يتسوقون بشكل مستقل. أضف عنصرًا جديدًا في كل مرة .
6. الاحتفال بالإنجازات الصغيرة
إنجازات ابنك أو ابنتك قد تكون صغيرة أو كبيرة، مثل: إنهاء مشوار دون نوبات غضب، أو تعلّم ركوب وسائل النقل العام.
الاعتراف بهذه الإنجازات يحفزهم ويشجعهم على التكرار. ارقصوا، غنوا، أو حضروا وجبة مفضلة للاحتفال. دعهم يشعرون أن تقدمهم مهم جدًا.
في نهاية المطاف، يعتمد دعم الأطفال والمراهقين من ذوي التوحد على رؤيتنا لقدراتهم، لا على قيودهم. تبنّي نهج قائم على نقاط القوة لا يقتصر فقط على تطوير مهاراتهم، بل يغرس فيهم الثقة، ويمنحهم مساحة للنمو، ويهيئهم لحياة أكثر استقلالًا ورضًا. من خلال خطوات بسيطة ومستمرة، يمكننا أن نكون شركاء حقيقيين في رحلتهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث تُحتفى إنجازاتهم وتُقدَّر اختلافاتهم، وتُعزَّز قدراتهم كجزء أصيل من هويتهم.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Rush, B. (2025, April 30). 6 ways to help your autistic teen see their strengths. Autism Parenting Magazine. https://www.autismparentingmagazine.com/help-autistic-teen-see-their-strengths/
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد