لا زلـت عـلى اقتناع بأننـا مـديـنـون كثيراً للدكتـور إيفـار لـوفـاس لعملـه الـرائـد باستخدام تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavior Analysis) مـع الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد. فهـو منحنـا الأمـل في أن يتعلم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد ويظهروا أفضل ما لديهم من مهارات. كمـا شهدت أعمـال الدكتـور لـوفـاس في العقود القليلة الماضية توسعاً كبيراً بفضل أبحاثه في مواضيـع عـدة مثـل : التحفيز والطلب والسلوك اللفظي وتقليل الأخطاء خلال التدريس والتعزيز (Barbera،2007).
تحليل السلوك التطبيقي (ABA) يعد من أنجح الطرق و أكثرها انتشارا و اعترافا من قبل المختصين. كما يعد تحليل السلوك التطبيقي أهم البرامج العالمية لتعديل سلوك الأطفال ذوي الإعاقة بصفة عامة والأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بصفة خاصة، وقد أثبت اكتساب الاطفال مهارات عديدة في مجالات تعلم اللغة والمهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى تحسين مهارات التعلم لديهم. كما أثبت فاعليته في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية. السلوكيات عادة ما تكون مصاحبة لكثير من الاضطرابات النمائية، مثل اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. في منهجية تحليل السلوك التطبيقي يتم تقسيم المهارات الصعبة والمعقدة إلى مهارات بسيطة يسهل على الأطفال تعلمها. حيث يتم إجراء تحليل بسيط لمهارات الطفل من أجل الوصول إلى تحديد المهارات اللازمة لتحسين أدائه وسلوكه، ويلي هذا التحليل التدخل المنظم لتدريب الطفل على الأداء باستقلالية. أما العنصر البارز في تحليل السلوك التطبيقي فهو التقييم الدقيق والمستمر لأداء الطفل من خلال استخدام الرسم البياني. ويعد تحليل السلوك التطبيقي ذو فائدة كبيرة بنيت على أساس علمي، بالنظر إلى ما يسبق السلوك والسلوك نفسه وشكله وشدته ونتيجة هذا السلوك.
إن منهجية تحليل السلوك التطبيقي(ABA) هي الوسيلة الممهدة للوصول إلى ضبط السلوك ، لأنها تستند على فكرة الاستجابة المرتبطة بالسلوك التي تساعد الأخصائي /مقدم الرعاية على السيطرة على الطفـل المشخص باضطراب طيف التوحد . و يتضمن تحليل السلوك التطبيقي التطبيق المنظم والسليم لآليات منبثقـة مـن مبـادئ تجريبية للسلوك تعمـل عـلى فهـم المتغيرات البيئية المصاحبـة لـه وايجـاد الطرق المناسبة لتعديل أو تغيير السلوك خاصـة غير المرغوب فيه . كما تشكل خليط من التقنيات النفسية و التعليميـة التـي تستخدم بناء على احتياجات كل طفل بشكل فردي . والمتغيرات البيئية التي أثرت بشكل مباشر على التطور النمائي لدى الطفل / أو مهارات الطفـل وسببت لـه اضطراب طيف التوحد. ويركز تحليل السلوك التطبيقي على فهم العلاقة الوظيفية بين البيئة والسلوك، وصولاً للمؤثرات المسؤولة عن التغيرات التي تحدث في السلوك، ومـا هـي الإجراءات التي اتخذت في تعديله، ويركز على السلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس باستخدام طريقة المراقبة والتسجيل والتحليل. إن تحليل السلوك التطبيقي هـو نظام الهـدف منـه العثور على طريقة لتحفيز طفـل مشخص باضطراب طيف التوحد لتحقيق زيـادة في مهارات اللغة ومهارات اللعب ومهارات التنشئة الإجتماعية لديـه . ويعتبر من أنجح الطـرق وأكثرها انتشاراً واعترافـاً مـن قبـل المختصين ، كما يعتبر مـن أهـم البرامج العالمية لتعديـل سـلوك الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.
ووفقاً للنموذج السابق تلعب نتيجة السلوك دوراً كبيراً في نزعة الطفل نحو تكرار هذا السلوك مرة أخرى من عدمه . فعندما يتم تعزيز الطفل على سلوك مرغوب قام به. فإنه سينزع نحو تكرار هذا السلوك الذي تم تعزيزه، وينطفئ السلوك في حالة عدم تعزيزه وينزع الطفل نحو عدم تكرار هذا السلوك. كما يتم استخدام العديد من الاستراتيجيات التعليمية وهي ( التعزيز والتشكيل والتسلسل، النمذجة والحث ). (عبدالجليل،2019)