القراءة هي أساس التعلم، و لعظم القراءة فإن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي “اقرأ” في سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)). قراءة القصص والاستماع لها و تعامل الطفل مع الكتب بشكل عام يساعد على تنمية العديد من المهارات، ولا يشترط ان يكون الطفل قادر على القراءة، فمجرد تعامل الطفل مع الكتاب و وجود شخص يقرأ له الكلمات البسيطة يأتي بفوائد مماثلة منها ما يلي:
- تنمية الخيال و اللعب التمثيلي
- تنمية مهارة فهم العواطف والتعاطف التي تشكل الأساس لتطورنا الاجتماعي
- تحفيز المهارات اللغوية (مثل: التعليق والطلب وفهم القصص وإجراء المحادثات)
- تحسين مهارات الاستماع
- تطوير قدراتهم الشفوية والكتابية
- زيادة مدى الانتباه
- أثبتت الدراسات على أنها طريقة مناسبة لتطوير الجانب الاجتماعي للأطفال لأنها من الوسائل التي تعزز مشاركة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أقرانهم.
لماذا قراءة القصة؟
اللغة نظام معقد وديناميكي من الرموز التقليدية المستخدمة في أنماط مختلفة للتفكير والتواصل، فالكلمات بحد ذاتها رمزية و غالباً أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يصعب عليهم ترميز الكلمات المسموعة فمثلاً عندما ننطق كلمة “كورة” يأتي إلى مخيلتنا شكل الكورة، بينما الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يصعب عليهم تصور ذلك و بالتالي يتأثر تطور اللغة.
ولأن المعلومات الشفهية يمكن أن تبدو مبهمة و مجردة بالنسبة لهم فأن استخدام الاستراتيجية الشمولية (holistic approach) قد يكون فعالاً، و يتم ذلك عن طريق مزج أكثر من وسيلة لإيصال المعلومة مثل الإيماءات، الأصوات، المجسمات والصور والكتابة كي تساعد الطفل على استيعاب وتخزين المعلومات بشكل أسهل.
بالإضافة إلى ذلك يتعلم الأطفال الكلمات عندما يكونون مستمتعين و مهتمين بالنشاط فالكتب تثير اهتمام الأطفال لأنها تحتوي على رسوم توضيحية بألوان وموضوعات تهم و تجذب الأطفال، و يتعلم الأطفال اللغة بشكل أفضل عندما يقلدهم الكبار و يتفاعلون معهم من خلال المشاركة في اللعب والتحدث عن اهتماماتهم، ومن السهل على الأطفال أن يظهروا لوالديهم ما يثير اهتمامهم في الكتاب سواء بالكلمات أو بدونها (بالإشارة أو الإيماءة أو لفت الانتباه إلى صورة أو باستخدام وسائل التواصل البديلة).
كيفية استخدام قراءة الكتاب لبناء التفاعل مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟
- اولاً اختيار الكتاب
اختر كتاباً يناسب مع عمر الطفل و مستواه و اهتماماته. و تجنب قراءة القصة على الاجهزة الالكترونية، فقد أثبتت الدراسات الى ان الكتب المادية تساهم بشكل كبير بجذب انتباه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لأنهم في الغالب يمسكون بالكتاب بهدف التلاعب به بتحريك صفحاته والنظر إليه على عكس الأجهزة الإلكترونية التي لا تسمح بذلك مما يولد الفرصة في خلق التفاعل و تنمية مهارات الإدراك.
- ابدأ التفاعل
ابدأ بإظهار الكتاب لطفلك ومنحه فرصة لاستكشافه. إذا كان طفلك مهتمًا بالكتاب، أبدا بالجلوس أمام طفلك مع الحرص على أن يكون طفلك قادرا على رؤية وجهك، و تكمن أهمية رؤية الطفل للوجه في تعلم الطفل طريقة نطق الأصوات ومخارج الحروف بشكل صحيح بالإضافة الى رؤية تعابير الوجه و فهم المشاعر و تساهم في تنمية الانتباه المشترك و مهارات المحادثات.
- المراقبة
قبل الاستمتاع بقراءة القصة، فإن الخطوة الأولى هي التوقف والانتظار بهدوء لمعرفة ما يهتم به طفلك (قد تلاحظ أنه ينظر إلى صورة معينة) الهدف هو معرفة ما الذي يثير اهتمام طفلك .
- اتبع قيادة طفلك
بمجرد أن تعرف ما الذي لفت انتباه طفلك ، يمكنك اتباع قيادته عن طريق التعليق على ما يهتم به، يمكنك القيام بذلك عن طريق تسمية الصورة (مثلاً: إذا لاحظ طفلك القطة تسقط من السرير يمكنك أن تقول “لا تسقط يا حبيبي”) أو أصدر الأصوات التعبيرية (مثل “صوت القطة” او “اواو”) أو قلد الحركات التي بالصورة (مثل التظاهر بالنوم) ثم انتظر مرة أخرى حتى ان يبدي الطفل ردة فعل، و هكذا يكون التفاعل بدا!