يُعد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) من أكثر الأساليب العلمية المستخدمة لدعم الأطفال من ذوي التوحد في تطوير المهارات السلوكية والتواصلية والاجتماعية. وعلى الرغم من أن هذا المجال يُطبّق عادة من قِبل مختصين، إلا أن دور الأهل في دعم المبادئ السلوكية في البيئة المنزلية لا يقل أهمية. في هذه التدوينة، أشارك معكم نصائح عامة، مستندة إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، يمكن تفعيلها في الحياة اليومية بطريقة بسيطة وفعالة:
1. حددوا السلوك المراد تعليمه أو تغييره بوضوح
من المهم أن يكون الهدف السلوكي واضحًا وقابلًا للقياس. بدلًا من “أريد أن يتصرف بشكل أفضل”، يمكن القول: “أريد أن يطلب الأشياء بالكلام أو بالإشارة بدلًا من البكاء.” كلما كان الهدف محددًا، كان من الأسهل تدريبه عليه وملاحظة التقدّم.
2. عزّزوا السلوك الإيجابي مباشرة
في تحليل السلوك، التعزيز الفوري هو مفتاح النجاح. عندما يظهر الطفل سلوكًا جيدًا، قدّموا له تعزيزًا فورياً ومحببًا، مثل:
- مدح لفظي (“أحسنت! طلبت اللعبة بطريقة رائعة”)
- لعبة مفضلة أو وقت خاص
- طعام محبّب
3. تجاهل السلوكيات غير المرغوبة أحيانًا (إن كانت غير مؤذية)
في بعض الحالات، يكون أفضل رد على السلوك غير المناسب هو عدم إعطائه انتباهًا، خصوصًا إذا كان الطفل يفعله للحصول على تفاعل. مع ذلك، يجب الحذر: هذه الاستراتيجية لا تناسب جميع السلوكيات، ويُفضل استشارة مختص عند التعامل مع سلوكيات مؤذية أو خطيرة.
4. استخدموا التكرار والروتين لتثبيت المهارات
تحليل السلوك يعتمد على التكرار المنظم لتعليم المهارات. يمكنكم:
- تكرار الطلب نفسه بعدة طرق على مدار اليوم.
- دمج المهارات في الروتين اليومي (مثل طلب الغرض قبل تقديمه).
5. اجعلوا التعلم ممتعًا قدر الإمكان
الطفل يتعلّم بشكل أفضل عندما يكون مستمتعًا. احرصوا على إدخال المرح في الجلسات اليومية: ألعاب، حركات، أغاني، أو مفاجآت صغيرة.
6. تجزئة المهارات إلى خطوات بسيطة (Task Analysis)
إذا كانت المهارة معقدة (مثل غسل اليدين)، يمكن تقسيمها إلى خطوات صغيرة:
- فتح الصنبور
- بلّ اليدين
- أخذ الصابون
- فرك اليدين…
ثم يتم تعليم كل خطوة تدريجيًا مع الدعم المناسب.
7. راقبوا البيانات والتقدّم
حتى في المنزل، يمكنكم ببساطة ملاحظة:
- كم مرة ظهر السلوك المطلوب؟
- هل أصبح الطفل يحتاج إلى مساعدة أقل؟
هذا سيساعدكم على معرفة ما إذا كانت الاستراتيجية ناجحة أو بحاجة لتعديل.
لا يحتاج تحليل السلوك التطبيقي إلى جلسات معقدة فقط، بل يمكن إدماجه في الحياة اليومية ببساطة وفعالية. الصبر، الاتساق، والاحتفاء بالنجاحات الصغيرة تصنع فرقًا حقيقيًا. تذكّروا دائمًا: أنتم لستم وحدكم، وطلب الدعم من المختصين يُكمل جهودكم في المنزل.
ملاحظة: النص مستند إلى مساعدة من أداة ذكاء اصطناعي ChatGPT
