خلال مرحلة الطفولة دائما ما كانت العطلات مرهقة بالنسبة لي ، حيث يجب علي أن أرتدي أزياء غير مريحة ، ونقود السيارة لمسافات بعيدة لأرى الأقارب الذين يعيدون دائماً نفس الأسئلة التي يصعب علي التخلص منها لأرتاح. ومع مرور الوقت تغيرت الأمور فعلى سبيل المثال يسمح لي الآن أن أرتدي ما أريد ولا يشترط أن ابدوا كأميرة صغيرة. العائلة مهمة جداً بالنسبة لي ، لكن الأوقات الاجتماعية الممتعة تؤثر علي سلباً.
مع مرور السنوات طورت طرقاً مختلفة لمساعدة نفسي و للاستمتاع بالإجازات وسأقوم بمشاركتها في هذه المقالة:
أولاً اشحن أجهزتك الألكترونية
تأكد دائمًا من شحن جميع أجهزتك بالكامل ، كما لا تنسى إحضار الشواحن لأن في الطريق للاجتماعات العائلية البعيدة قد تستهلك بطارية هاتفك من استخدام الــ GPS ، ولاتنسى ايضاً الاسترخاء والتسلية من خلال النظر إلى بعض الصور في جهازك أو لعب بعض الألعاب. ولا ننسى أن القدرة على التواصل عن بعد بوسائل التواصل الاجتماعي ليست مهمة فحسب بل ضرورية خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يفضلونها على التواصل وجها لوجه.
ثانياً تعرف على صعوباتك الحسية
قد تبدو الاجتماعات العائلية خلال الإجازات صاخبة وبها العديد من الناس والروائح المختلفة في مكان مغلق ، التحضير ومعرفة هذا مسبقاً قد يساعدك كثيراً ويبعدك عن الضغط، حيث أن الضغط قد يؤدي بنا إلى الانفجار فلا تشعر بالخجل أبداً من استخدام ألعاب تخفيف الضغط ، ومن المحتمل جداً وجود أفراد من عائلتك يجهلون هذه الوسائل لذلك معرفتك و وعيك قد تكون لحظة تعليمية فاصلة في حياتهم.
ثالثاً ابحث عن الاهتمامات المشتركة
ليس لدى الجميع اهتمامات مشتركة وقد تجد اختلافات شاسعة في الاهتمامات بين العائلة الواحدة ومع ذلك حتماً ستجد مواضيع مشتركة يفضلها الجميع مثل تشجيع فريق معين أو التحدث عن الأطعمة فمعرفة الاهتمامات المشتركة قد يخلق جواً حميمياً عندما لاتجد ماتتحدث عنه، مثلاً حينما لا يكون مذاق طعام عمتك طيباً فسيكون هذا موضوعاً جيداً تتشارك في الحديث مع ابن عمك.
رابعاً خطط للأسئلة والمواضيع التي تود التحدث عنها
حينما لا نرى أقاربنا سوى في المناسبات هناك بعض الأسئلة المتعارف عليها مثل كيف حالك؟ هل هناك أي تغييرات جديدة في حياتك؟ كيف حال المدرسة؟ ، مع الأخذ بالحسبان أن هناك أحداثا نمر بها في حياتنا ولا نود التحدث عنها لأحد مثل عارض صحي أو مشكلة مالية فالتخطيط للأسئلة المفاجأة لهذه الأحداث يعطينا فرصة لما نريد توضيحه و قوله بشكل يناسبنا.
خامساً حافظ على روتينك
قد تشكل الإجازات ضغطاً نفسياً على بعض الأشخاص لوجود اختلافات بالروتين اليومي مثل اختلاف بنوعية الأطعمة والتواصل الأكثر من المعتاد مع العديد من الأشخاص يومياً ، هنا سيساعد الالتزام بالروتين المعتاد على تخطي هذا الضغط فالمحافظة على مشاهدة البرنامج اليومي المفضل أوتدوين اليوميات سيقلل اختلاف الأجازات عن يومك المعتاد في المنزل.
سادساً جهز أنشطة تساعد على الاسترخاء
لقد نشأت أعاني من القلق لذلك تعلمت عدة أنشطة تحفز على الاسترخاء على مر السنوات ومؤخراً بدأت في التأمل وممارسة تمارين التنفس لمساعدة نفسي على الهدوء و الاسترخاء، تساعد الأنشطة والتقنيات الذهنية على الاسترخاء باختلاف طرقها وتقنياتها فهي أفضل طريقة لمواجهة القلق.
سابعاً تذكر قيمتك
لاتوجد عائلة مثالية وتذكر دائماً بأنك قيم و وجودك مهم وقيمتك لايحددها الآخرون، ويوجد الكثير ممن لا يتقبلون عائلاتهم ويصعب عليهم العودة إلى المنزل خلال فترة العطلات ، تذكر أنت لست وحدك ومعرفة وإدراك الصراعات وسوء الفهم الذي نمر به في الاجتماعات العائلية يقلل من تأثير التصرفات أو الكلمات الجارحة علينا ومع ذلك قد لانستطيع التجاوز وسنشعر بالأذى ولتعزيز ثقتك بنفسك وتجاوز تلك المواقف تذكر دائماً بأنك قيم ومهم وهذه أداة تستخدم لتعزيز الثقة في تلك الحالات.
دائماً ما تكون الإجازات عبارة عن تواصل عائلي واحتفال بالأعياد والمناسبات العائلية وهناك مقولة ساخرة تقول قد تحتاج إلى إجازة بعد الإجازة، ولكن يتغير هذا الحال بالاستعداد النفسي للإجازات ومعرفة الحدود الشخصية حتى يمكننا الاستمتاع بالعطل والإجازات.
ترجمة: أ. احلام المسبحي – أخصائية محتوى وترجمة – مركز التميز للتوحد
مراجعة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى – مركز التميز للتوحد