تُعد البيئة المنزلية نقطة انطلاق مهمة في دعم الأطفال من ذوي التوحد، خصوصًا فيما يتعلق بالجوانب الحسيّة. فالكثير من هؤلاء الأطفال لديهم تفاعل حسّي مختلف مع الأصوات، الأضواء، الروائح، واللمس، مما قد يؤثر على سلوكهم وراحتهم بشكل كبير. في هذه التدوينة، أشارك معكم نصائح عملية تساعد في تهيئة المنزل ليكون بيئة آمنة، مريحة، ومتوازنة حسياً لطفلكم:
1. راقبوا استجابات الطفل للمثيرات الحسية
قبل إجراء أي تعديل، من المفيد ملاحظة كيف يستجيب طفلكم للضوء، الصوت، اللمس، والروائح. هل يزعجه ضوء معين؟ هل يبحث عن حركات أو أصوات معينة؟ هذه الملاحظات هي الخطوة الأولى لفهم احتياجاته الحسية.
2. تقليل الضوضاء والإزعاج السمعي
الأطفال الذين يعانون من فرط الحساسية السمعية قد يتأثرون بالأصوات التي لا نلاحظها نحن، مثل صوت المكيف أو الأجهزة الكهربائية. جرّبوا استخدام:
- ستائر سميكة أو سجاد لتقليل الصدى.
- سماعات مانعة للضوضاء عند الحاجة.
- مناطق هادئة يلجأ إليها الطفل عندما يشعر بالإرهاق السمعي.
3. الإضاءة الهادئة والمريحة
قد تسبب الإضاءة القوية أو المتقطعة (مثل الفلورسنت) انزعاجًا لبعض الأطفال. يمكن استبدالها بـ:
- إضاءة دافئة وغير مباشرة.
- استخدام مصابيح قابلة للتعديل حسب الحاجة.
- توفير منطقة منخفضة الإضاءة لوقت الاسترخاء.
4. زوايا حسية مهدئة
يمكن تخصيص مساحة صغيرة تحتوي على عناصر حسية مريحة للطفل، مثل:
- وسائد ثقيلة أو بطانية ضغط.
- أدوات لمس ناعمة أو ألعاب مهدئة.
- أرجوحة صغيرة أو كرسي هزاز إذا كانت آمنة.
هذه المساحة يمكن أن تكون “الملاذ الهادئ” عندما يشعر الطفل بالإرهاق.
5. تنويع الأنشطة الحسية بطريقة متوازنة
التوازن مهم: فبعض الأطفال يحتاجون إلى محفزات حسية (مثل اللعب بالرمل أو الماء)، والبعض الآخر يحتاج إلى تقليلها. دمج أنشطة حسية ضمن الروتين اليومي يساعد في تنظيم استجابات الطفل.
6. الانتباه للروائح
بعض الأطفال حساسون جدًا للروائح. يُفضّل:
- استخدام منتجات تنظيف غير معطرة أو برائحة خفيفة.
- تهوية المنزل جيدًا.
- تجنب البخور أو المعطرات القوية في المساحات المخصصة للطفل.
7. تبسيط وتوضيح البيئة البصرية
البيئة الفوضوية بصريًا قد تربك الطفل. حاولوا:
- ترتيب الألعاب والمواد بشكل واضح ومنظم.
- استخدام صور أو رموز لتوضيح أماكن الأشياء.
- تقليل الزينة البصرية الزائدة على الجدران أو الأثاث.
تهيئة البيئة المنزلية لا تتطلب تغييرات جذرية، بل تعديلات بسيطة لكنها واعية لاحتياجات الطفل الحسية. ما يهم هو المرونة، والملاحظة، والتجريب حتى تجدوا ما يناسب طفلكم تحديدًا. كل طفل فريد من نوعه، والبيئة المناسبة له تُبنى مع الوقت، بالتجربة والمحبة.
ملاحظة: النص مستند إلى مساعدة من أداة ذكاء اصطناعي ChatGPT