زيارة طبيب الأسنان مع طفل مصاب بالتوحد أو تأخر في اللغة والنطق قد تبدو مهمة شاقة، ولكن كما تؤكد الدكتورة ماري باربيرا Dr. Mary Barbera، الحاصلة على دكتوراه في تحليل السلوك التطبيقي ووالدة لطفل من ذوي التوحد، هذه الزيارة لا يجب أن تكون تجربة مرهقة. في هذه المقالة، تشاركنا الدكتورة ماري بأبرز النقاط التي يجب القيام بها والتي يجب تجنبها لضمان تجربة طبيب أسنان إيجابية. سنستعرض معًا نصائحها الخمسة التي يمكن أن تحول زيارة طبيب الأسنان من موقف مليء بالقلق إلى تجربة ممتعة للأطفال، خصوصًا الذين يعانون من التوحد و/أو تأخر في اللغة والنطق. استعد لاكتشاف كيف يمكن للتحضير الصحيح والنهج المدروس أن يجعل كل زيارة لصحة الفم خطوة نحو الأفضل!
يواجه الأطفال المصابون بالتوحد و/أو تأخر في اللغة و النطق صعوبة في زيارة طبيب الأسنان. لكن لماذا؟
الأطفال الذين يعانون من ضعف في قدراتهم اللغوية يواجهون تحديات فريدة في زيارة طبيب الأسنان. هؤلاء الأطفال غالبًا ما يصعب عليهم فهم العملية وما هو متوقع منهم، مما يؤدي إلى زيادة القلق والخوف. قد لا يدركون لماذا تُعتبر بعض الإجراءات ضرورية أو متى ستنتهي، مما يجعل التجربة أكثر رعبًا.
يمكن أن تزيد المشكلات الحسية من هذه المخاوف، مما يجعل الأصوات في عيادة الأسنان أمرًا مرهقًا. كما أن الأضواء الساطعة في عيادات الأسنان قد تشكل تحديًا أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم قدرتهم على التواصل حول انزعاجهم أو طرح الأسئلة قد يؤدي إلى زيادة الإحباط والمشكلات السلوكية، مما يحول الزيارة الروتينية إلى تجربة مؤلمة لكل من الطفل والوالدين.
أسوأ شيء يمكننا القيام به هو تثبيت الأطفال في مقعد طبيب الأسنان، لن يتعلموا المهارات أو يربطوا طبيب الأسنان بالتجربة الإيجابية. هناك العديد من الأمور التي يمكن القيام بها اليوم لتحويل زيارة طبيب الأسنان إلى تجربة إيجابية!
5 خطوات لزيارة طبيب أسنان إيجابية:
لا يجب أن تكون زيارة طبيب الأسنان مع طفل مصاب بالتوحد و/أو تأخر في اللغة و النطق تجربة مرهقة أو مقلقة. هناك 5 خطوات يمكنك البدء بها اليوم لتعزيز زيارات الأسنان الإيجابية.
الخطوة 1: تقييم الزيارات السابقة لطبيب الأسنان:
الخطوة الأولى التي أوصي بها هي تقييم الزيارة الأخيرة لطبيب الأسنان. فكر في ما حدث، هل كانت هناك لحظات معينة عندما أصبح طفلك مضطربًا؟ هل كانت الزيارة بالكامل كارثية أم كانت هناك أجزاء سارت بسلاسة؟ يساعدك فهم هذه التفاصيل في تحديد المحفزات و كيفية النجاح. اكتب تسلسل الأحداث من ركوب السيارة إلى مقعد طبيب الأسنان، وسجل أي أنماط أو مشكلات سلوكية معينة. سيكون هذا التقييم أساسًا لتحسين الزيارات المستقبلية. لن نستخدم هذا التسلسل للأحداث فقط للتقييم، بل أيضًا لإنشاء خطة لتعليم كل خطوة باستخدام التعزيز.
الخطوة 2: جعل تجربة تنظيف الأسنان في المنزل ممتعة:
الخطوة التالية هي التركيز على تقليل التحسس من تنظيف الأسنان في المنزل. إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في تنظيف أسنانه، فمن المحتمل أن يواجه صعوبة أيضًا في عيادة الأسنان.اجعل تنظيف الأسنان تجربة ممتعة وإيجابية باستخدام فرش أسنان جديدة، معجون أسنان بنكهة، أو حتى تنظيف الأسنان بالماء فقط.
دع طفلك يختار فرشاة الأسنان الخاصة به، ويمكنك تشغيل أغاني أو فيديوهات عن تنظيف الأسنان. ابدأ بجلسات قصيرة للغاية وزيدها تدريجيًا. الهدف هو جعل تنظيف الأسنان روتينًا خاليًا من الإجهاد. مرة أخرى، لا نريد أن نثبت الأطفال أثناء تنظيف الأسنان.
الخطوة 3: إنشاء خطة واقعية:
استنادًا إلى التقييم وروتين تنظيف الأسنان في المنزل، أنشئ خطة واقعية للزيارة التالية لطبيب الأسنان.حدد أهدافًا قابلة للتحقيق، مثل مجرد الجلوس في مقعد طبيب الأسنان أو السماح للطبيب بفحص فمهم دون استخدام الأدوات. تدرب على هذه الخطوات مع طفلك في المنزل باستخدام أدوات طب الأسنان من متجر الألعاب لمحاكاة زيارة الطبيب. حدد الخطوات التي كانت صعبة في الزيارة السابقة وركز عليها.
على سبيل المثال، هل كانوا لا يحبون الماء في فمهم؟ قد تحتاج إلى مزيد من التدريب والتحفيز لهذه الخطوة من روتين الأسنان. تذكر، أنه من المقبول أخذ خطوات صغيرة والبناء تدريجيًا نحو الإجراءات الأكثر تعقيدًا.هذه الطريقة تساعد طفلك على الشعور بمزيد من السيطرة وتقليل القلق.
الخطوة 4: تقليل التحسس من زيارة طبيب الأسنان في أماكن مألوفة:
لتقليل التحسس بشكل أكبر، تدرب على زيارات طبيب الأسنان في أماكن مألوفة مثل المنزل أو المدرسة.استخدم أدوات طب الأسنان من متجر الألعاب لمحاكاة الفحص الطبي في بيئة مريحة. أظهر لطفلك الأدوات، دعه يتعامل معها، وتدرب على فتح الفم أثناء الجلوس في كرسي مريح أو الاستلقاء على السرير.احرص على تقديم الكثير من التعزيز الإيجابي والمكافآت لكل نجاح صغير. هذه الخطوة تساعدهم على التعود على الإحساس والإجراءات في زيارة طبيب الأسنان.
الخطوة 5: تعميم التدريب إلى عيادة طبيب الأسنان الفعلية:
أخيرًا، قم بتعميم تدريباتك إلى العيادة الفعلية.ابدأ بزيارات غير مؤلمة، مثل مجرد الجلوس في غرفة الانتظار أو أخذ جولة في العيادة. يمكن أن يكون مجرد الذهاب ثم مغادرة العيادة بعد قضاء وقت إيجابي جدًا له تأثير قوي! اتصل مسبقًا واطلب إذنًا لأخذ صور لطبيب الأسنان، المقعد، وأجزاء أخرى من العيادة لإنشاء كتاب صور لطفلك. قم بالتدريج في الزيارات القصيرة والإيجابية حيث يمكن لطفلك ممارسة الجلوس في المقعد ورؤية الأدوات. عزز كل خطوة بالمدح والمكافآت.يساعد هذا التعرض التدريجي طفلك على الشعور بمزيد من الراحة وتقليل الخوف تجاه زيارات الأسنان، مما يجعل زيارات طبيب الأسنان الإيجابية للأطفال المصابين بالتوحد أكثر قابلية للتحقيق.
في النهاية، من خلال اتباع الخطوات التي تم ذكرها، يمكنك تحويل زيارة طبيب الأسنان لطفلك المصاب بالتوحد أو تأخر النطق من تجربة مرهقة إلى تجربة إيجابية. مع التحضير المسبق والتقليل التدريجي للتحسس، سيكون من الممكن تمهيد الطريق لتجربة أسنان أكثر سلاسة وأقل توترًا. تذكر أن الصبر والمثابرة هما المفتاح في هذا المسار، وأن تحفيز طفلك بالإيجابية والتدريب المتكرر في بيئات مألوفة يعزز من قدرته على التأقلم. ومع مرور الوقت، ستلاحظ أن زيارات طبيب الأسنان أصبحت أكثر استرخاءً ومتعة، مما يساهم في صحة فمه ورفاهيته العامة. والأهم من ذلك، أن التخدير أو التقنيات الأخرى يمكن استخدامها إذا كانت الزيارات تتطلب إجراءات طبية مكثفة.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات التقييم في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Barbera, M. (n.d.). Autism dentist visits: 5 steps for a smooth visit. Mary Barbera. https://marybarbera.com/autism-dentist-visits-5-tips/
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد