من الجلسة إلى المنزل: خطوات بسيطة لتنمية مهارات التواصل لدى طفلك  

من الجلسة إلى المنزل: خطوات بسيطة لتنمية مهارات التواصل لدى طفلك  

من الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد وجود صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي، مما قد يجعل الطفل يواجه تحديات في التعبير عن احتياجاته أو فهم الآخرين من حوله. 
وهنا يأتي دور علاج اللغة والتخاطب كأحد أهم البرامج الداعمة، إذ يهدف إلى تمكين الطفل من تطوير مهارات التواصل بطرق تتناسب مع قدراته الفردية ومستواه النمائي. 
ولا يقتصر دور العلاج على الجلسات المتخصصة، بل يمتد إلى المنزل، حيث يمكن للأسرة تحويل المواقف اليومية إلى فرص غنية للتفاعل والتعلّم 

 ما هو علاج اللغة والتخاطب؟ 

علاج اللغة والتخاطب يهدف إلى تطوير مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي لدى الطفل، من خلال مجموعة من الأنشطة التي تناسب قدراته ومستوى نموه. 

 أهداف برنامج اللغة والتخاطب 

  • يعمل الأخصائي على تطوير مهارات التواصل عبر مراحل مدروسة، منها: 
  •   معرفة مرحلة الطفل في التواصل لتحديد نقطة البداية. 
  •  تعزيز مهارات الطلب، الرفض، التعليق، والاستجابة للأسئلة. 
  •   تنمية الانتباه المشترك بين الطفل والشخص المقابل. 
  •   تطوير مهارات اللعب سواء مع الألعاب أو مع الأشخاص. 
  •   تدريب الطفل على روتينات مختارة لبناء مهارات ثابتة. 
  •   تشجيع اللعب مع الأقران لتنمية التفاعل الاجتماعي. 
  •   استخدام الكتب والقصص المصوّرة لتحفيز اللغة والتخيل والتفاعل. 

 استراتيجيات لتنمية مهارات التواصل في المنزل 

يلعب الوالدان والأسرة ككل دورًا محوريًا في استمرار تطور مهارات الطفل. 
وفيما يلي بعض الأساليب التي تُحوّل لحظات اللعب إلى فرص تواصل ثرية: 

طرق تفاعلية بسيطة وفعالة: 

  • استمتع وتفاعل!  كن وجهًا لوجه مع طفلك، لتقرأ مشاعره وتبادله التواصل. 
  • قلّد ما يفعله طفلك لتُشعره بأنك تفهم عالمه. 
  • أنشد معه الأغاني البسيطة وكرّر الأصوات والكلمات الممتعة. 
  • استخدم الأشياء الحقيقية لتوضيح المعاني فالخبرة الحسية تعزز الفهم. 
  • افعل شيئًا غير متوقع (مثل التوقف المفاجئ أثناء اللعب) وانتظر تفاعل الطفل! 
  • شجّع التمثيل والتظاهر (مثل “الطبيب والمريض” أو “الطباخ والزبون”). 
  • ركّز على الجانب الإيجابي، واحتفل بأي محاولة تواصل مهما كانت صغيرة. 

 محفزات عملية لبدء التواصل 

أحيانًا يحتاج الطفل إلى “موقف مشوّق” ليبدأ بالتفاعل، ومن أمثلة ذلك: 

  1. تناول طعام يحبه الطفل أمامه دون تقديمه مباشرة. 
  1. تشغيل لعبة متحركة وإيقافها فجأة، ثم الانتظار ليطلب المساعدة. 
  1. إعطاؤه مكعبات ثم إدخال عنصر غير متوقع مثل مجسم حيوان. 
  1. تصفح الكتب المصوّرة والتحدث عن الصور معًا. 
  1. بدء لعبة جماعية والتوقف في منتصفها ليدرك أهمية التواصل للاستمرار. 
  1. فتح علبة فقاعات ثم إغلاقها بإحكام ليطلب المساعدة. 
  1. نفخ بالونة ثم تفريغها ببطء لتثير انتباه الطفل. 
  1. وضع طعام أو لعبة مفضلة داخل صندوق شفاف يصعب فتحه ليتعلم الطلب. 
  1. استخدام خامات حسية (جِلّي، طين، معجون) لتحفيز الفضول والكلام. 
  1. إدخال عناصر مفاجئة أثناء اللعب (كرمي لعبة مختلفة فجأة أثناء اللعب بالكرة). 

كل هذه المواقف اليومية يمكن أن تتحول إلى فرص لتعليم مهارات التواصل بطريقة طبيعية وممتعة  

من المهم أن نتذكر أن الأطفال من ذوي التوحد يختلفون في قدراتهم وتحدياتهم، فكل طفل يسير في رحلته الخاصة بخطواته وإيقاعه. كن صبورًا، وابدأ دائمًا من المستوى المناسب لقدرات طفلك في التواصل، فالتقدم الحقيقي يأتي من الفهم والتدرّج لا من العجلة. إنّ علاج اللغة والتخاطب ليس مجرد جلسات تدريبية، بل هو رحلة من التعاون بين الأخصائي والوالدين، تُبنى على الحب، الصبر، والتكرار.  

لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات اللغة والتخاطب في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)      

إعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد 

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.