استراتيجيات السلوك المعرفي/ التعليمي (CBIS) تقوم على مبدأ بسيط مفاده أن التفكير (وهو سلوك داخلي) يؤثر على المشاعر والعواطف، ويتحكم في السلوك الظاهر (السلوك الخارجي). وبناءً عليه، يتعلم الأفراد من خلال برامج استراتيجيات السلوك المعرفي/ التعليمي مهارات جديدة وطرق تفكير مختلفة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في حالتهم العاطفية وسلوكهم وتصرفاتهم، مما يؤثر في نهاية المطاف على أنماط سلوكهم.
تستخدم هذة البرامج مزيجًا من الأساليب لزيادة وعي المتعلم بذاته وبالآخرين. وقد يُدمج ذلك أحيانًا مع تعليم المهارات الاجتماعية لدعم المتعلم في مهارات التفاعل الاجتماعي، وقد يشمل أيضًا ممارسات أخرى مثبتة علميًا. بعبارة أخرى، تقدم هذه البرامج نوعًا من التثقيف النفسي، وتساعد المتعلم في إعادة هيكلة أنماط التفكير، وتقديم التعليم العاطفي، وتعليم مهارات معرفية وسلوكية تدعم عملية اتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتعامل مع التحديات اليومية.
تدعم مجموعة متزايدة من الأدلة استخدام استراتيجيات السلوك المعرفي/التعليمي (CBIS) مع الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث تمثل هذه الاستراتيجيات نهجًا متكاملاً يجمع بين العلاج السلوكي والدعم لتغيير طريقة التفكير، مع الاهتمام بالبيئة والظروف المحيطة.
بعض التقنيات المستخدمة في هذا التدخل تشمل:
- التعرف على المشاعر
- مراقبة الأفكار التلقائية وتطوير أفكار وسلوكيات بديلة
- تطوير استراتيجيات التكيف
- التعرض التدريجي
يمكن لاستراتيجيات السلوك المعرفي/ التعليمي (CBIS) أن تستهدف مجموعة متنوعة من الأهداف المتعلقة بتحسين المهارات.
غالبًا ما يُعلَّم المتعلمون في البرامج كيفية:
- التعرف على الأفكار غير الملائمة وتعديلها.
- فهم سلوكهم بشكل أدق و/أو “قراءة” سلوك الآخرين بشكل أفضل لفهم التفاعلات الاجتماعية.
- تعديل سلوكهم استجابة لذلك.
وبهذه الطريقة، تساعد هذه البرامج المتعلمين على تحسين تفاعلاتهم الاجتماعية، وزيادة مهارات التأقلم، وتقليل أعراض اضطرابات الصحة النفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
الأهداف التي يمكن تحقيقها باستخدام استراتيجيات السلوك المعرفي/ التعليمي (CBIS) تشمل:
- الأفكار والسلوكيات الوسواسية والتكرارية
- الأفكار والمخاوف غير المنطقية
- القلق الاجتماعي
- أعراض الاكتئاب
- الغضب
- زيادة المرونة في الحياة
- التشتيت أو إيقاف التفكير
- تطوير سلوكيات بديلة للتأقلم
- التعرض التخيلي، التدريجي، أو الحقيقي (في الواقع)
- التعرف على المشاعر
يمكن استخدام استراتيجيات السلوك المعرفي/ التعليمي (CBIS) من قبل مهنيين مثل المعلمين، أخصائيي التربية الخاصة، أخصائيي النطق واللغة، المساعدين التربويين، المستشارين، والأخصائيين النفسيين. قد يتم التدريب في المدرسة أو العيادة أو أي بيئة مجتمعية أخرى. يمكن أيضًا إشراك الوالدين وأفراد الأسرة في تطبيق هذة استراتيجيات ، حيث يلعبون دورًا مهماً في دعم تعلم الطفل، وتعميم المهارات، والحفاظ عليها من خلال مساعدتهم الطفل على ممارسة المهارات في المنزل وتعزيز استخدامها في بيئات مختلفة.
تُعتبر استراتيجيات السلوك المعرفي/التعليمي (CBIS) نهجًا متكاملاً ومثبتًا علميًا يدعم الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد في تنمية مهاراتهم المعرفية والسلوكية والاجتماعية. ومن خلال إشراك المختصين وأفراد الأسرة، يمكن تعزيز فاعلية هذه البرامج وتحقيق نتائج إيجابية مستدامة في حياة المتعلمين، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم ومساندتهم على مواجهة التحديات بثقة واستقلالية أكبر.
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Rentschler, L., Sam, A., Waters, V., Dees, R., & AFIRM Team. (2022). Cognitive Behavioral/Instructional Strategies (CBIS). UNC Frank Porter Graham Child Development Institute. https://afirm-modules.fpg.unc.edu/Cognitive-Behavioral-Instructional-Strategies/content/#/
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
