نهج الرعاية المتدرجة للأفراد من ذوي التوحد The Stepped-Care Approach 

نهج الرعاية المتدرجة للأفراد من ذوي التوحد The Stepped-Care Approach 

في سياق تقرير لجنة لانست The Lancet حول مستقبل الرعاية الصحية و الأبحاث الإكلينيكية في مجال اضطراب طيف التوحد, يشير نهج الرعاية المتدرجة (The Stepped-Care Approach) إلى نظام رعاية شخصي وفردي يتم فيه تقديم الدعم والتأهيل بشكل تدريجي لتلبية الاحتياجات المتنوعة للأفراد ذوي التوحد طوال فترة حياتهم. توصي اللجنة بهذا النهج لضمان حصول الأفراد على المستوى الأنسب من الدعم بناءً على احتياجاتهم الفردية التي قد تتغير مع مرور الوقت.  

يهدف هذا النهج إلى: 

  1. البداية بدعم أقل كثافة: قد يبدأ الأفراد بتدخلات أقل كثافة، مثل البرامج المجتمعية، أو الدعم الاجتماعي، أو الخدمات التعليمية الأساسية. 
  1. تصعيد الرعاية بناءً على الحاجة: إذا لم يتم تلبية احتياجات الفرد بالتدخلات الأولية، يتم تقديم خدمات أكثر تخصصًا (مثل العلاج السلوكي أو التدخلات الاكلينيكية والتأهيلية أو الدعم الطبي). 
  1. تدخلات فردية: تُخصص الرعاية وفقًا للمتطلبات النمائية والاجتماعية والإكلينيكية المحددة لكل فرد من ذوي التوحد، مما يضمن المرونة في نوع وكثافة الرعاية. 
  1. استمرارية الدعم مدى الحياة: بما أن التوحد هي حالة تستمر مدى الحياة، يوفر نهج الرعاية المتدرجة نظامًا يسمح بتعديل التدخلات على مدار حياة الفرد، من الطفولة المبكرة وحتى البلوغ، لضمان تطور الرعاية مع الفرد. 

نقاط مهمة لنهج الرعاية المتدرجة:  

  • يساعد نهج الرعاية المتدرجة على تقليل التكاليف من خلال استخدام أقل التدخلات كثافة في البداية، مع تصعيدها فقط إذا لزم الأمر. 
  • يؤكد على أن الأفراد ذوي التوحد لديهم احتياجات متنوعة بشكل كبير، تتراوح من دعم بسيط إلى رعاية على مدار الساعة (مثل “التوحد بالغ الشدة” Profound Autism).  

  يُستخدم مصطلح “التوحد بالغ الشدة” لوصف الأفراد ذوي التوحد الذين من المحتمل أن يحتاجوا إلى دعم على مدار الساعة طوال حياتهم. حيث أن هذة المجموعة تمثل حوالي 30% من الأشخاص ذوي التوحد. الهدف من هذا المصطلح الجديد هو تزويد الوالدين, ومقدمي الخدمات بأهمية ضمان حصول كل فرد من ذوي التوحد على التسهيلات والتدخلات التي يحتاجها. 

  • تشدد اللجنة على أهمية تطوير تدخلات عملية ضمن هذا النموذج لتحسين النتائج وتعزيز جودة الحياة للأفراد ذوي التوحد. 

يضمن هذا النموذج أن تكون رعاية الأفراد من ذوي التوحد مرنة وقابلة للتكيف لتلبية الاحتياجات الفردية لكل فرد، لأن كل شخص مصاب بالتوحد هو شخص فريد من ذاته لذلك احتياجاتهم قد تتفاوت بشكل كبير. فبعض الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالتوحد قد ينخرطون في سلوكيات عداونية أو إيذاء للنفس، وبعضهم قد يعاني من إعاقات عقلية, في حين أن آخرين قد يكونون من المتفوقين دراسيًا. كذلك بعضهم لا يستطيع القيام بالمهام الأساسية مثل تنظيف أسنانهم وارتداء ملابسهم، بينما يمكن للآخرين أن يعيشوا حياة مستقلة تمامًا.  

المراجع:  

Lord, C., Charman, T., Havdahl, A., Carbone, P., Anagnostou, E., Boyd, B., … & McCauley, J. B. (2022). The Lancet Commission on the future of care and clinical research in autism. The Lancet, 399(10321), 271-334. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(21)01541-5

Year End Summary: 2021 – Autism Science Foundation  

أعداد: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد

[ratemypost]

Read progress

Share this article

Similar content