يعتبر اضطراب طيف التوحد من التحديات الكبيرة التي يواجهها العديد من الأطفال وأسرهم، ويبحث الباحثون والمختصون باستمرار عن طرق فعالة لدعم هؤلاء الأطفال في تطوير مهاراتهم. من بين هذه العلاجات السلوكية، يُعد علاج الاستجابة المحورية من أبرز الخيارات التي تساهم في تحسين التواصل، السلوك الاجتماعي، والقدرة على التفاعل. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا النهج، أهدافه، كيفية تطبيقه، وأثره الإيجابي على الأطفال من ذوي التوحد.
ما هو علاج الاستجابة المحورية؟
علاج الاستجابة المحورية (PRT) هو علاج سلوكي لاضطراب التوحد. تعتمد هذه العلاجية على اللعب ويكون الطفل هو من يبدأ التفاعل. يستند علاج الاستجابة المحورية إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي (ABA).
تشمل أهداف هذا النهج:
- تنمية مهارات التواصل واللغة
- تعزيز السلوكيات الاجتماعية الإيجابية
- التخفيف من السلوكيات النمطية المزعجة
يركز الأخصائي على تطوير مهارات الطفل بشكل عام بدلاً من العمل على سلوك معين فقط. ومن خلال التركيز على هذه المجالات المحورية، يؤدي العلاج إلى تحسينات في مهارات التواصل، والسلوك الاجتماعي، والتعلم، والسلوك بشكل عام.
مجالات نهج علاج الاستجابة المحورية:
- الدافعية و الحافز
- الاستجابة للمثيرات المتعددة
- الإدارة الذاتية
- بدء التفاعل الاجتماعية
تُعد استراتيجيات الدافعية جزءًا مهمًا من نهج علاج الاستجابة المحورية (PRT)، حيث تركز على التعزيز الطبيعي.
على سبيل المثال، إذا حاول الطفل بشكل هادف طلب دمية فإن المكافأة تكون الحصول على الدمية نفسها، وليس قطعة حلوى أو مكافأة غير ذات صلة. يتم مكافأة الأطفال على محاولاتهم الجيدة حتى لو لم تكن مثالية.
تم تطوير علاج الاستجابة المحورية (PRT) من قبل الدكتور روبرت إل. كويغل والدكتورة لين كيرن كويغل من جامعة ستانفورد Dr. Robert L. Koegel and Dr. Lynn Kern Koegel of Stanford University . وكان يُعرف سابقًا باسم “نموذج اللغة الطبيعية” (NLP). وقد تم استخدام هذا النهج منذ سبعينيات القرن الماضي.
من يقدم برنامج علاج الاستجابة المحورية (PRT)؟
يسعى مجموعة متنوعة من المختصين إلى التدريب على أساليب علاج الاستجابة المحورية، ومن بينهم:
- علماء النفس
- معلمو التربية الخاصة
- أخصائيو علاج النطق
كيف يكون برنامج علاج الاستجابة المحورية النموذجي؟
- يتم تصميم كل برنامج ليناسب أهداف واحتياجات الشخص الفردية وروتينه اليومي.
- عادةً ما تتكون الجلسة من ستة أجزاء، حيث يتم استهداف مهارات اللغة واللعب والمهارات الاجتماعية من خلال تفاعلات منظمة وغير منظمة.
- يتغير تركيز كل جلسة مع تقدم الشخص، بحيث تتكيف مع الأهداف والاحتياجات الأكثر تطورًا.
- تتطلب برامج PRT عادةً 25 ساعة أو أكثر في الأسبوع.
- ُنصح جميع الأشخاص المشاركين في حياة الطفل باستخدام أساليب علاج الاستجابة المحورية PRT باستمرار في جميع جوانب حياته، حيث يُوصف بأنه أسلوب حياة تتبناه الأسرة بأكملها.
ما الدليل على فعالية برنامج علاج الاستجابة المحورية (PRT)؟
يُعد علاج الاستجابة المحورية (PRT) أحد أكثر العلاجات السلوكية دراسةً وتحققًا من فعاليتها لعلاج التوحد. حيث تشير أكثر من 20 دراسة (للاطلاع على الدراسات) إلى أن PRT يُحسّن مهارات التواصل لدى العديد من الأطفال من ذوي التوحد، رغم أن التأثير قد لا يكون شاملاً للجميع. ركزت معظم هذه الدراسات على PRT الذي يقدمه معالجون مدربون في جلسات علاج فردية. كما تناولت دراسات أخرى فعالية PRT عند تقديمه في بيئات جماعية بواسطة معلمي المدارس أو من قبل آباء مدربين في منازلهم. أظهرت دراسة أجريت عام 2017 لدراسات تصوير الدماغ أدلة على أن PRT يُحسّن النشاط الدماغي المرتبط بالتواصل والقدرة على التفاعل الاجتماعي (للاطلاع على الدراسة).
في الختام، يُعتبر علاج الاستجابة المحورية (PRT) نهجًا مبتكرًا وفعالًا لتحسين حياة الأطفال من ذوي التوحد. من خلال التركيز على تطوير مجالات محورية في سلوك الطفل مثل الدافعية والتفاعل الاجتماعي، يمكن لهذا العلاج أن يحقق نتائج ملموسة في تحسين مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي. كما أن اتباع هذا النهج من قبل المختصين والأسر بشكل متواصل يعزز من فعاليته على المدى الطويل. إذا كان لديك طفل يعاني من التوحد، فإن النظر في هذا العلاج قد يكون خطوة هامة نحو تحسين نوعية حياته وتعزيز قدراته الاجتماعية.
إليكم بعض المصادر المفيدة حول نهج علاج الاستجابة المحورية :
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات تحليل السلوك التطبيقي في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Autism Speaks. (n.d.). Pivotal Response Treatment (PRT). Autism Speaks. Retrieved February 20, 2025, from https://www.autismspeaks.org/pivotal-response-treatment-prt
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد