التعليم بالمحاولات المنفصلة (DTT) هو نهج تعليمي فعال يهدف إلى مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تعلم المهارات والسلوكيات الجديدة بشكل تدريجي ومنظم. يعتمد هذا الأسلوب على تقسيم المهارات المعقدة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة، مما يسهل عملية التعلم. من خلال استخدام التعزيز والتكرار، يساعد هذا النهج الأطفال على اكتساب المهارات الأساسية التي تحسن من حياتهم اليومية وتساهم في تنميتهم الشخصية والاجتماعية.
ما هو التعليم بالمحاولات المنفصلة؟
التعليم بواسطة المحاولات المنفصلة (DTT) هو أسلوب تعليمي يُستخدم في تحليل السلوك التطبيقي (ABA) لتعليم مهارات وسلوكيات جديدة للأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD). يتضمن هذا الأسلوب تقسيم المهارة المعقدة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة وتعليم كل خطوة بشكل تدريجي. يستند إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي ، التي تقترح أن السلوك يمكن تغييره أو تعديله من خلال استخدام التعزيز والتكرار. من خلال تقديم المهام في بيئة منظمة ومراقبة، تهدف طريقة التدريب بواسطة المحاولات المنفصلة إلى تعزيز اكتساب المهارات وتحسين الأداء العام.
ما هي فوائد استخدام التعليم بالمحاولات المنفصلة؟
يُستخدم التعليم بالمحاولات المنفصلة (DTT) لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تعلم مهارات جديدة. تتراوح هذه المهارات من البسيطة جدًا إلى الأكثر تعقيدًا، اعتمادًا على احتياجات الأطفال الخاصة. على سبيل المثال، يمكن استخدامها لتعليم:
- مهارات الكلام واللغة، مثل المهارات اللازمة لإجراء محادثة
- المهارات اللازمة للغة الإشارة أو أجهزة التواصل
- مهارات الحياة اليومية مثل ارتداء الملابس، استخدام الأدوات، واتباع التعليمات
- مهارات الكتابة.
- سلوكيات جديدة.
ما الفكرة وراء نهج التعليم بالمحاولات المنفصلة؟
يعتمد تدريب التعليم بواسطة المحاولات المنفصلة (DTT) على الفكرة القائلة بأنه يمكن تعليم أي سلوك أو مهارة من خلال تقسيم المهارة إلى خطوات أصغر. هذا يجعل المهارة أو السلوك أسهل في التعلم.
يستخدم هذا النهج التكرار، بحيث تتاح للأطفال العديد من الفرص لتعلم وممارسة المهارات الجديدة. كما يستخدم المكافآت لتشجيع الأطفال على تعلم واستخدام المهارات الجديدة. ويستند ذلك إلى فكرة أن السلوك الذي يُكافأ سيحدث بشكل أكثر تكرارًا، بينما السلوك الذي لا يُكافأ سيحدث بشكل أقل تكرارًا.
ما الذي يتضمنه التعليم بالمحاولات المنفصلة؟
يتضمن التعليم بواسطة المحاولات المنفصلة (DTT) استخدام عملية أساسية لتعليم مهارة أو سلوك جديد والتكرار حتى يتعلم الأطفال. تشمل العملية إعطاء تعليمات مثل “أمسك الكوب”. إذا لزم الأمر، يمكنك متابعة التعليمات بمساعدة جسدية أو لفظية مثل الإشارة إلى الكوب. ثم تكافئ النجاح بالثناء وشيء يحبّه الطفل. يمكن أن يكون نهجًا يستغرق وقتًا طويلًا في التعلم وتغيير السلوك. قد يتطلب ساعات عديدة يوميًا. وفقًا للأهداف المحددة للأطفال، قد يستمر لعدة سنوات.
هل يساعد التعليم بالمحاولات المنفصلة الأطفال من ذوي التوحد؟
أظهرت الأبحاث أن التعليم بالمحاولات المنفصلة (DTT) له تأثيرات إيجابية على سلوك الأطفال المصابين بالتوحد. وقد وُجد أنه يعمل بشكل أفضل عندما يتم دمجه مع تقنيات أخرى من تحليل السلوك التطبيقي (ABA).
من هم الأشخاص المؤهلون لممارسة التعليم بالمحاولات المنفصلة؟
يمكن تنفيذ هذا التدريب بواسطة معلمي التربية الخاصة، والمعالجين الوظيفيين، وأخصائيي النطق، وفنيي السلوك المعتمدين، بالإضافة إلى المساعدين الآخرين.
في الختام، يعد التعليم بواسطة المحاولات المنفصلة (DTT) أسلوبًا تعليميًا قويًا ومرنًا يمكنه تحسين مهارات الأطفال المصابين بالتوحد بشكل فعال. من خلال تقسيم المهارات إلى خطوات بسيطة واستخدام المكافآت والتكرار، يصبح التعلم أكثر فعالية. وعلى الرغم من أنه قد يتطلب وقتًا طويلاً، إلا أن النتائج التي يحققها يمكن أن تكون مفيدة بشكل كبير في تحسين حياة الأطفال وتعزيز استقلاليتهم.
إليكم بعض المصادر المفيدة التي يقدمها مركز التميز للتوحد حول موضوع التعليم بالمحاولات المنفصلة :
لتسجيل ابنك أو ابنتك في خدمات النطق واللغة في مركز التميز للتوحد على الرابط التالي (هنا)
المصدر:
Raising Children Network. (2024, May 27). Discrete trial training. Raising Children Network. Retrieved February 20, 2025, from https://raisingchildren.net.au/autism/therapies-guide/discrete-trial-training
ترجمة: د. رفيف السدراني – رئيس قسم المحتوى والتوعية في مركز التميز للتوحد
